اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 432
الربا الناجم عن عدم الدفع في وقته المقرر الي أصل المبلغ، واحتساب الربا علي المبلغ
كله : (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة ) .[1] و أخيرا حرمت
الربا بشدة و بينت و أنذرت المؤمنين بحرب من الله و رسوله اذا لم يتركوا ما بقي من الربا
في أعناقهم، و أوضحت لهم أنهم اذا تابوا فلهم رؤوس أموالهم : (يا أيها الذين
آمنوا اتقوا الله و ذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من
الله و رسوله و ان تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون و لا تظلمون ) .[2]
و أعلنت الاحاديث أن "درهم ربا أشد من سبعين زنية كلها بذات محرم".[3]
علي المسلم أن يتجه نحو القرض الحسن لما فيه من الخير والبركة والرحمة، بدلا من الربا
و ما يترتب عليه من تكديس للثروة بلا كد و لا تعب، و ما ينتجه ذلك من تأثيرات مدمرة
علي الاقتصاد.
المعاملة والربا
بعدما نزلت آيات تحريم الربا، أخذ المرابون يتسألون : ما الفرق بين الربح الحاصل
من الربا والربح الحاصل من البيع والشراء: (ذلك بأنهم قالوا انما البيع مثل
الربا) .[4] و جاء جواب القرآن تأكيدا لما سبق : (و أحل الله البيع و حرم
الربا) .[5] والفرق واضح طبعا، و هو أن البيع فيه خدمة يحتاجها المجتمع و هي عبارة
عن عملية توزيع للسلع، بينما الربا و ما ينتج عنه من أرباح كبيرة وتكديس للثروات
يخل بالوضع الاقتصادي . و فضلا عن ذلك فان المعاملات خاضعة للعرض والطلب، و هي
بالنتيجة ليست ذات ربح ثابت، بل تتوقف أرباحها علي مدي الجهد والمعرفة بالشؤون
الاقتصادية، بينما يؤدي الربا بسبب ما فيه من أرباح ثابتة الي الحاق الضرر الكبير
[1] سورة آل عمران (3)، الاية 130 .
[2] سورة البقرة (2)، الايتان 278 - 279 .
[3] الحر العاملي ، وسائل الشيعة، الباب 1 من أبواب الربا، ج 18، ص 117، الحديث 1 .
[4] سورة البقرة (2)، الاية 275 .
[5] سورة البقرة (2)، الاية 275 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 432