responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 37

شمولية الدين

جاء في رواية عن الامام الصادق (ع) أنه قال : "ان الله تبارك و تعالي أنزل في القرآن تبيان كل شئ، حتي والله ما ترك الله شيئا يحتاج اليه العباد. حتي لايستطيع عبد يقول : لو كان هذا نزل في القرآن ؟ الا و قد أنزله الله فيه".[1]

يدل هذا الحديث اضافة الي أحاديث أخري و آيات قرآنية، علي أن كل ما يحتاجه الناس قد جاء في تعاليم الدين، و أن كل شئ قد ورد ذكره في الدين . و قد عبر القرآن الكريم عن هذه التعليمات الشاملة بقوله : (تفصيل كل شئ)[2] و (تبيانا لكل شئ) .[3]

و لتسليط الضوء علي معني شمولية الدين ينبغي الالتفات الي أن شمولية كل شئ تقاس بالشئ نفسه، و بالهدف المراد تحقيقه من ورائه . فأي شئ ان كان فيه كل ما يلزمه فهو كامل و شامل . والدين غير مستثني من هذه القاعدة . و شمولية الدين و كماله، تتمثل في ما يتضمنه من تعليمات علي طريق هداية الانسان نحو الغاية المرسومة، و هو ما يعبر عنه بالهداية . و سر هذه التعليمات، هو ايجاد علاقة متناسبة بين الانسان و عالم الوجود. و مجموعة التعاليم الدينية تكشف عن حقيقة أن الغاية من الدين هي الهداية . ففي الايتين المذكورتين آنفا وردت بعد الجملتين المذكورتين كلمة (هدي ) و هي تبين الغاية العامة للدين .

ان المراد من قول الامام الصادق (ع): "ان الله أنزل في القرآن تبيان كل شئ حتي والله ما ترك شيئا يحتاج اليه العباد"،[4] و كذا قول الامام الباقر(ع): "ان الله تبارك و تعالي لم يدع شيئا تحتاج اليه الامة الا أنزله في كتابه و بينه لنبيه".[5] ان الدين فيه دعوة الناس الي الله و بيان للقيم المعنوية، و هي أمور لاسبيل للناس اليها بغير الدين . و علي هذا الاساس، لاينبغي أن يرتجي من الدين ما يمكن تحقيقه بالعقل الفردي أو الجماعي .

[1] الكليني ، الكافي ، ج 1، ص 59، الحديث 1 .
[2] سورة يوسف (12)، الاية 111 .
[3] سورة النحل (16)، الاية 89 .
[4] الكليني ، الكافي ، ج 1، ص 59، الحديث 1 .
[5] المصدر السابق، الحديث 2 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست