responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 36

و جاء في حديث عن أميرالمؤمنين (ع) أنه قال : "ان المؤمن أخذ دينه عن ربه و لم يأخذه عن رأيه".[1]

و لاشك في أن مثل هذه المواجهة بين العقل والدين، لاتأتي علي الدوام من النزعة العقلية المفرطة، بل كثيرا ما يؤدي عدم فهم كنه و حقيقة مفهوم من المفاهيم الدينية الي زعزعة الايمان . و قد يكون عدم التوجيه العقلاني لجوانب من الدين مدعاة لردود فعل سلبية من العقل تجاه الدين .

و بناء علي ذلك ينبغي السعي - في ذات الوقت الذي يكون هناك انسجام بين العقل والمشاعر - لتبيين المفاهيم التي تتطلب توجيها عقلانيا.

ج - التأثير السلبي لبعض الشخصيات التي تعد أنفسها رموزا دينية، و لمن يوصفون بالقدوات المعنوية، في نفوس و تدين من يأخذون دينهم عنهم . فالسلوك المتناقض للرموز الدينية مع أحكام الدين، يترك تأثيرات سيئة في نفوس الافراد، و قد يكون سببا لنفورهم من الدين . و لعل تأثير هذا العامل في ظروف معينة يفوق تأثير العوامل الاخري .

د - كذلك تؤدي النظرة المادية، الي انكار المفاهيم الدينية، والشك فيها بسبب عدم القدرة علي قياسها بالمعايير المذكورة ; أو قد لايجد المرء اجابة وافية عنها. و هو ما ينتهي - بالنتيجة - بأصحاب هذه النظرة الي الابتعاد عن الدين .

ه - عوامل البيئة والتربية تدخل في عداد العوامل التي قد تحجب المرء منذ البداية و بالتدريج عن الشؤون المعنوية والدينية . فهناك من الناس من ينشأون - بسبب ظروف البيئة والتربية - علي عادات و تقاليد و ثقافة من نوع خاص و يتخذونها دينا لهم .

و لاشك في أن طبيعة الافراد و ارادتهم و عزمهم لها دورها في تعيين مدي تأثير العوامل، و لايمكن القول : ان الانسان خاضع لتأثير العوامل الخارجية وحدها.

و مع كل ذلك يبدو أن ضرر هذه العوامل يلحق بالمؤسسات والمظاهر الدينية، و الا فان أصل الدين شمس لاتغرب .

[1] المصدر السابق، ص 45، الحديث 21 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست