اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 368
فمن ابرز مقومات أي شعب استقلاله الثقافي ، والاقتصادي ، والسياسي ، و كذلك وحدة و
عزة ذلك الشعب والروح المعنوية التي يتحلي بها. و في هذه الاية الشريفة اعتبرت الكعبة
هي الوسيلة لبلوغ هذه الغاية . فاتحاد الامة الاسلامية الكبري الذي يعتبر واحدا من
أسمي القيم والاهداف السياسية والاجتماعية التي يسعي اليها الاسلام، يتعلمه الحجاج
عيانا في شعائر الحج الكبري .
المسلمون كلهم بمثابة أسرة واحدة يعيشون في بقاع مختلفة من العالم . و خليق بهم أن
يأنسوا و يألفوا بعضهم، بغض النظر عن انتمأاتهم العرقية أو الفئوية ; اذ ان الانتماء للاسلام
أسمي من الانتماء الي شعب أو قوم أو لغة .
اليوم يشعر بنو الانسان بالحاجة الي مكان يحظي باحترام عالمي ، ليكون علي الصعيد
الدولي موضعا للمؤتمرات والتجمعات وتبادل الافكار، و مرجعا يحتكم اليه لحل
النزاعات والبت في الخلافات الكبري . عسي أن يفوق الناس و ينتقلوا من عالم الاخلاق
الي صعيد الحقيقة . و علي المسلمين أن يدركوا بأنه قد وضعت لهم مثل هذه الجمعية
العامة التي تقترن بمراسيم معنوية وعبادية لارساء أسس وحدة شاملة و كاملة بينهم . و
لابد من الانتباه طبعا الي أن هذه الحالة الفردية يمكن استثمارها و توظيفها لصالح العالم
الاسلامي ، و لما فيه مصلحة المسلمين . و ينبغي أيضا اغتنام هذه الفرصة التي أتاحها الله
للمسلمين، من أجل توحيدهم في كل المجالات : (ليشهدوا منافع لهم ) .[1]
شروط وجوب الحج
جاء في القرآن الكريم حول وجوب الحج ما يلي : (و لله علي الناس حج
البيت من استطاع اليه سبيلا و من كفر فان الله غني عن العالمين ) [2] يجب الحج في
العمر مرة واحدة علي البالغ العاقل المستطيع، بشرط أن لايضطر - بسبب الذهاب الي
الحج - الي ارتكاب حرام أو ترك واجب أهم في الشرع من الحج .
[1] سورة الحج (22)، الاية 28 .
[2] سورة آل عمران (3)، الاية 97 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 368