responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 367
الدوام بين الايمان من جهة والكفر والنفاق من جهة أخري . و ببقاء الكعبة معلما قائما - باعتبارها تاريخا يتجسد فيه التوحيد، و دلالة علي أن حقائق الدين قد انبثقت منه - تتخلد ثقافة التوحيد. "لايزال الدين قائما ما قامت الكعبة".[1]

الحج ممارسة عملية لثقافة العدالة، والمساواة، والاخوة، والتعاون علي الخير و علي ما فيه مصلحة للناس، و هو فرصة مناسبة لنشر الثقافة الاسلامية الغنية بين شريحة واسعة من المسلمين .

في الحج يدرك المسلمون عمق ثقافة التوحيد الابراهيمي الخالص و يذوبون في مناسكها، دون أن يتنصلوا عن عاداتهم و تقاليدهم الوطنية الخاصة التي تكون شكل الحياة، و ليس جوهرها و محتواها.

الحج في الحقيقة انتقال ثقافات، واطلاع علي الثقافة الفطرية الانسانية، للتوصل الي هوية مشتركة تجمعها الثقافة الاسلامية ; لكي يتسني لتلك الحشود المليونية عند العودة الي بلدانها أن تغرس ما تعلمته من أغصان الثقافة الاسلامية في جذع ثقافاتها القومية، لكي تجود متي و حيثما كانت بثمار الوحدة والسيادة والقوة والرقي .

و قد وردت رواية عن الامام الرضا(ع) يبين فيها أن منافع الحج تعود علي كل أهل الشرق والغرب، سواء من حجوا أو من لم يحجوا.[2] و هذا بحد ذاته يستدعي مزيدا من الدقة والاهتمام . فهذا التجمع ليس من نوع التجمعات الفئوية والحزبية التي نراها اليوم، و هي لاتهتم عادة الا بمصالحها الحزبية والفئوية الضيقة ; اذ ان اجتماع الحج يرمي الي تحرير الناس و مكافحة الحرمان و ايجاد الوحدة بين الشعوب والسير علي طريق اصلاح العالم، و نشر نداء التوحيد في كل أرجاء المعمورة .

3 - الجانب الاجتماعي والسياسي للحج

جاء في القرآن الكريم : (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس ) .[3]

[1] الكليني ، الكافي ، ج 4، ص 271، الحديث 4 .
[2] الحر العاملي ، وسائل الشيعة، الباب 1 من أبواب وجوب الحج، ج 11، ص 13، الحديث 15 .
[3] سورة المائدة (5)، الاية 97 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 367
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست