responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 32

و اخيرا، فان الدين يمثل بالنسبة اليه ملاذا معنويا في الظروف العصيبة و في أوقات الشدائد، و باعثا علي الامل والبهجة في ظروف العافية والراحة . و يري فيه طاقة لاتنضب عند ما يتخلي عنه الجميع، فيولد في نفسه النشاط والحيوية .

الدين يربي الانسان علي حالة من الاتزان أساسها التوكل عند الفقر، والاحتراز من الانانية والطغيان عند الغني . و يستنقذ الانسان من الجمود والضحالة المادية، و يخلع عليه طابع النضارة والحيوية، و يمنحه الحصانة : (من عمل صالحا من ذكر أو أنثي و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) .[1] و في المقابل يواجه المعرضون عن دين الله و عن ذكر الله ضنكا و عسرا في الحياة حتي و ان كانوا يتقلبون في وافر النعمة والرفاه : (و من أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمي) .[2] أما المؤمن بالله، فيعيش حياة زاخرة بالمعنوية، و هي الحياة التي يصفها القرآن الكريم بالحياة الطيبة، بعيدا عن الرذيلة والفساد والانحطاط، و تغمرها البهجة الروحية : (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لما يحييكم ) .[3]

ان ما سبق ذكره لاينطبق علي الحياة الفردية فحسب، و انما يشمل الحياة الاجتماعية أيضا، فعندما يعيش كل واحد من أفراد المجتمع في حالة من الاتزان الروحي والحياة المعنوية، فهذا يعني ان ذلك المجتمع يعيش في صفأ كصفاء الحياة في المدينة الفاضلة، حيث تقوم العلاقات الاجتماعية وفقا للمثل والقيم السماوية، و تكون الحياة فيه خالية من كل أنواع الضيق والاستياء، والقلق والمخاوف .

ان الدين بصفته دافعا ذاتيا يحمل للبشرية ضمانة تنفيذية للمبادئ الاخلاقية . فالاحكام الدينية اضافة الي ما فيها من ارشادات و نصائح مؤكدة علي السلوك الاخلاقي ، و ما تدعو اليه من قواعد أخلاقية كثيرة، فهي تحمل العناصر الكفيلة بحث الانسان علي الالتزام بالوازع الاخلاقي . فعلي الرغم مما تتسم به الاخلاق من طابع فطري ، غير انها تبقي هشة و واهنة بسبب ما يتهددها من وساوس و مغريات نابعة من ذات الانسان أو من

[1] سورة النحل (16)، الاية 97 .
[2] سورة طه (20)، الاية 124 .
[3] سورة الانفال (8)، الاية 24 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست