اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 31
السعادة . في حين أن الله عزوجل قد بين في سياق ما شرعه من أحكام الدين بأن الالتزام
بما أمر به من عبادة و جهاد و تقوي كفيل بايصال العبد الي ساحل النجاة والسعادة :
(...اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة و جاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ) .[1]
د - معرفة الكون
اضافة الي ما سبق ذكره، للدين تأثيرات و معطيات أخري في أذهان الناس و قلوبهم،
لاتقل عن الغاية الاساسية التي جاء من أجلها الدين . فالدين يعلم الانسان مايجعله
يعيش في انسجام و تناغم مع العالم الذي يعيش فيه ; لانه في حالة انعدام مثل هذا
الانسجام بين الانسان والعالم المحيط به تصبح الحياة عسيرة، و يشعر الانسان معها
بالخواء والضياع .
و رغم أن الانسان لا دور له في صنع العالم الذي يعيش فيه، أو ليس لديه معلومات
وافية عن بدايته و نهايته، غير أن التحليل والرؤية التي يقدمها الدين للانسان عن الكون
والحياة يذللان أمامه الكثير من هواجس الحياة و آلامها، و يبعثان في نفسه الامل بحياته
و مستقبله، و ينتشلانه من عواصف الازمات الروحية، و يخلقان لديه القدرة علي
التكيف مع المصاعب والشدائد، و ينتزعانه من ظلمة الاوهام و مشاعر الخواء والعبثية، و
ينقلانه الي ظروف ايجابية : (و لقد أرسلنا موسي بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات الي
النور...) .[2]
الانسان المؤمن والمتدين يعتبر نفسه عبدا لله، و يدرك أن العالم مخلوق، و أن الخالق
اله رحيم تمتد خيمة رأفته و لطفه لتظلل بظلالها كل شئ في هذا الوجود. و هو يستشعر
قرب العلاقة بينه و بين الله، و لاتخالجه مشاعر الغربة عن هذا الكون . و هو لاينظر الي
الالام والمتاعب كشوكة تعيقه عن مواصلة الدرب . و يلمس مشيئة الله في كل شئ و
علي كل حال . و في ضوء مثل هذا الفهم والشعور يأخذ علي عاتقه عب ء المسؤولية
والالتزام . و يحمل علي الدوام مشاعر ايجابية ازاء العالم، و هو يعيش كل شئ في هذا
الوجود لما يمثله من آية دالة علي خلق الله .
[1] سورة المائدة (5)، الاية 35 .
[2] سورة ابراهيم (14)، الاية 5 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 31