اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 310
2 - السنة (قول، فعل و تقرير المعصوم)
وردت الاصول العامة للشريعة في القرآن الكريم، و للتوصل الي التفاصيل والجزئيات
فقد بين النبي للناس تعاليم الدين و فسرها لهم من خلال ما كشفه له الوحي ، و في ضوء
افاضة الله ولطفه . و مع كل ذلك فقد كان علي حذر شديد أن لايقول بغير حكم الله .[1]
و كانت الرعاية الالهية الخاصة طبعا تحفه في هذا المسعي،[2] يضاف الي ذلك
الامر الالهي الصريح للمسلمين بطاعته و وجوب النظر الي أوامره، و كأنها أوامر
مباشرة من الله .[3]
و مع أن الائمة المعصومين (ع) لم يكونوا هم الذين جاؤوا بالدين، و لكن الله قد جعلهم
بواسطة النبي ، مبينين للشريعة الالهية، و حملة و مفسرين للاحكام الاسلامية، و علي هذا
الاساس يمثل قولهم سندا قاطعا لكشف الحكم الالهي . وسيرة النبي والائمة - تأسيسا
علي ما هو معروف من عصمتهم و طهارتهم - عند وجود سند قطعي عليها، تعتبر دليلا
جليا، و في حالة تأييدهم (تقريرهم) لعمل الاخرين، يمكن فهم ذلك التأييد علي أنه
حكم شرعي .
3 - الاجماع
اذا لم يوجد دليل من الكتاب والسنة علي حكم لموضوع معين، و لكن الفقهاء
القريبين من عصر الائمة اتفقوا علي رأي واحد فيه، ممن نعلم أنهم لايأخذون بالقياس
والاستحسان الظني والحدسي ، و انما يتبعون الكتاب والسنة، و يفهم طبعا أنهم يفتون
علي ما في أيديهم من مستمسك من السنة، و لم يعثر الفقهاء المتأخرون علي تلك الرواية،
أو يظهر للمتأخرين أن المعصوم أيد هذا الرأي فهذا هو ما نسميه بالاجماع . والواقع ان
حجية الاجماع تأتي استنادا الي سنة ليست متوفرة بين أيدينا.
[1] سورة النجم (53)، الاية 3 .
[2] سورة الاسراء (17)، الايتان 73 - 74 .
[3] سورة النساء (4)، الاية 59 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 310