اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 288
و من محاسن الاخلاق الاجتماعية أيضا الصدق مع الناس واجتناب الكذب . و دعا
الامام الصادق عند بيانه لاهمية هذه الخصلة الي عدم النظر الي طول سجود الرجل
وركوعه، لانه ربما اعتاد علي هذه الممارسة و يستشعر الوحشة اذا تركها، و لكن انظروا
الي صدقه في الحديث و أدائه للامانة .[1]
ينبغي طبعا التعامل مع الاخرين بانصاف ; و أن نحب للاخرين ما نحب لانفسنا. روي
عن النبي 6 أنه قال : "سيد الاعمال انصاف الناس من نفسك، و مواساة الاخر في الله، و
ذكر الله عزوجل علي كل حال".[2] و في الوقت الذي يمد فيه الانسان يد العون للاخرين
عليه أن يستغني عنهم و لايمد يد الحاجة اليهم . و هذه الخصلة أشار اليها الامام محمد
الباقر(ع) حين بين أن اليأس مما في أيدي الناس عز للمؤمن في دينه .[3] و في الوقت ذاته
ينبغي أن يهتم المؤمن بأمور المسلمين و لايعتزلهم، امتثالا لقول رسولنا6: من أصبح و
لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم .[4] و يفترض طبعا المبادرة الي قضاء حاجات
المؤمنين و معالجة مشاكلهم، خاصة اذا كان هناك اختلاف بينهم ; اذ ينبغي الاسراع الي
حله . كما يتعين أيضا اجتناب الجدل والمنازعات الفارغة ; لان مثل هذه الممارسات
تؤدي الي مرض القلب و غرس النفاق في النفوس .[5]
أخلاق الامراء والمسؤولين
احدي الخصائص التي تتميز بها التعاليم الاسلامية في ما يخص أخلاق المسؤولين،
فضلا عن آلية الرقابة الخارجية علي أعمالهم، والتأكيد علي حق الانتخاب والنقد، هي أن
[1] المصدر السابق، ص 105، الحديث 12 .
[2] المصدر السابق، ص 145، الحديث 7 .
[3] المصدر السابق، ص 149، الحديث 6 .
[4] الحر العاملي ، وسائل الشيعة، الباب 18 من أبواب فعل المعروف، ج 16، ص 336، الحديث 2 .
[5] الكليني ، الكافي ، باب المراء والخصومة، ج 2، ص 300 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 288