اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 284
فحسب، مع عدم الاهتمام بما يجري حوله، أو يتجاهل ما يدور في بيئته الاجتماعية و
لايبدي أي رد فعل ازاء ذلك .
غالبا ما تحمل الارشادات الاجتماعية جانبا اجتماعيا. و هي تحمل بين ثناياها
دلالات علي أن الاسلام قد فرض علي المسلم المبادرة الي أعمال الخير والمشاركة في
اصلاح شؤون المجتمع . فما حث عليه الاسلام من احسان، و بر، و أمر بالمعروف و نهي
عن المنكر، ورحمة، ورأفة، و تعاون علي الخير، و مساعدة المحرومين والفقراء
والمحتاجين، و انفاق، و صدقة، يصب كله في مسار تأمين الحاجات الاجتماعية للناس .
و مؤداه بالنتيجة تحسين وضع المجتمع . و علي العموم فالاحسان من المبادئ الاساسية
في التعاليم الدينية والتربوية، و قد أمر الله تعالي بالعدل والاحسان .
قال تعالي في كتابه الكريم : (ان أحسنتم أحسنتم لا نفسكم و ان أسأتم فلها) .[1]
و معني هذا ليس أن الفرد اذا عمل صالحا لاتعود فائدته علي الاخرين فقط، بل ان فائدة
عمله الصالح تعود عليه، هذا فضلا عما يجنيه من أجر معنوي . و اضافة الي ما ذكر فان
محبة المحسن تنغرس في القلوب، علاوة علي أنه لايلقي حسدا أو حقدا و عداء من
أحد. و اذا واجهته مشكلة لايجد نفسه وحيدا ازأها. و لابد من الاشارة طبعا الي أن
الاحسان يجب أن يكون لوجه الله و لنيل رضاه، و أن يكون أيضا بعيدا عن الاسراف
والتبذير.
التراحم والمودة
من أبرز صفات الله صفة الرحمن والرحيم . قال تعالي في القرآن : (كتب ربكم علي
نفسه الرحمة ) [2] و هو يحب أن تكون هذه الصفة في عباده . قال نبينا محمد6: "ان
الله عزوجل رحيم و يحب كل رحيم".[3] و وصف الله تبارك و تعالي في القرآن الكريم
النبي بالرحمة، قائلا: (و ما أرسلناك الا رحمة للعالمين ) ،[4] و وصفه في موضع آخر
[1] سورة الاسراء (17)، الاية 7 .
[2] سورة الانعام (6)، الاية 54 .
[3] المجلسي ، بحارالانوار، ج 71، ص 394، الحديث 16 .
[4] سورة الانبياء (21)، الاية 107 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 284