اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 283
و من صفات المسلم العفة والطهارة ; عفة النظر، و طهارة الذيل، والعفة في مراعاة
شروط الزينة و ظروفها. و في الوسط الاجتماعي الذي تهتك فيه حجب العفة، لابد من أن
تخترق أسوار حياء أفراد المجتمع . و لاشك في أن معالم المجتمع الاسلامي في علاقاته
الاجتماعية، و خاصة العلاقة بين الرجل والمراءة، ينم عن وقار و حياء و رزانة و عفة و
تحرز من أي قول أو فعل مثير للشهوة . و لابد من أن يكون الكلام واللباس والسلوك
الاجتماعي معبرا عن عفة و حياء باطني .
جاء في القرآن الكريم خطاب لازواج الرسول 6 يحثهن علي التقوي و عدم
الخضوع في القول : (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) [1] ناهيا اياهن
من التبرج (و لا تبرجن تبرج الجاهلية الاولي) .[2] كما يسرد القرآن أيضا قصة بنت
شعيب (ع) التي أرسلها أبوها لدعوة النبي موسي للقدوم اليه، مبينا ذلك بقوله : (فجأته
احداهما تمشي علي استحياء) .[3]
و هناك مجالات أخري ينبغي التزام العفة فيها، و هي المجالات المالية والعلاقات
الاقتصادية ; و منها أن لايجاهر المعوز بعوزه، بل عليه أن يتعفف و يحافظ علي عزة نفسه،
و لايبدي حاجته أمام كل أحد. جاء في القرآن الكريم : (يحسبهم الجاهل أغنياء من
التعفف تعرفهم بسيماهم لايسئلون الناس الحافا) .[4]
الاحسان
التعاون في الحياة الاجتماعية من الضروريات . وتقديم العون للاخرين هو ما يسمي
بالاحسان . و هذه الكلمة مشتقة من "الحسن" بمعني العمل الجميل والصالح . و كل عمل
جميل سواء جاء علي شكل تقديم الخير والمعونة المالية أو القيام بأعمال خيرية أخري
يسمي احسانا. والاحسان يمثل ذروة التكافل الاجتماعي لمعالجة المشاكل المالية أو
الانسانية للمجتمع . والاسلام لايحبذ للمسلم التقوقع علي ذاته والاهتمام بأموره الذاتية
[1] سورة الاحزاب (33)، الاية 32 .
[2] سورة الاحزاب (33)، الاية 33 .
[3] سورة القصص (28)، الاية 25 .
[4] سورة البقرة (2)، الاية 272 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 283