اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 280
كان أبي يقول : أي شئ أشد من الغضب ؟! فان من يغضب يقتل النفس التي حرم الله و
يرمي المحصنة بالزنا.[1]
و ذكر الغضب عند الامام الباقر(ع) فقال : اذا غضب الرجل و هو قائم فليجلس، و اذا
غضب علي ذي رحم فليقترب منه و يلمسه فان الرحم اذا مست سكنت .[2] و من المفيد
أثناء الغضب أن ينشغل الغاضب في شئ آخر ليحول فكره عما غضب من أجله و يغير
من حالته الي أن يسكن الغضب . قال الامام علي (ع): "و تجرع الغيظ فاني لم أر جرعة
أحلي منها عاقبة و لا ألذ مغبة".[3] و قال في موضع آخر: "واحذر الغضب فانه جند عظيم
من جنود ابليس".[4]
العصبية
العصبية : من العصبة (ذو رحم من الاب) و هي بمعني الدفاع والنصرة للاقارب .
والعصبة جماعة متعاضدة يحمي بعضها بعضا.[5] والعصبية هي الدفاع عن شخص بسبب
التماثل في اللون أو اللغة، أو العرق، أو الفئة الاجتماعية . و هذا يعني أن العصبية بعيدة عن
أسس العدل والانصاف، و أن مؤداها الظلم، بينما العلاقات الاجتماعية يجب أن تبني
علي الحق والعدل . و هذا يعني أن العصبية تتنافي مع مبادئ الانسانية والتعاليم الدينية .
و هذا يفرض علي المسلم أن لايبني سلوكه علي العصبية .
يدعو القرآن الكريم الي القيام بالقسط والشهادة بالحق ولو علي النفس أو الوالدين أو
الاقارب .[6] والتعصب يبعث علي العمل بما يخالف العدالة . و ورد في هذا المعني حديث
عن الامام الصادق (ع) قال فيه : "من تعصب أو تعصب له، فقد خلع ربقة الايمان من
عنقه".[7]
[1] الكليني ، الكافي ، ج 2، ص 303، الحديث 4 .
[2] المصدر السابق، ص 302، الحديث 2 .
[3] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الكتاب 31، ص 403 .
[4] المصدر السابق، الكتاب 69، ص 459 .
[5] الراغب الاصفهاني ، مفردات ألفاظ القرآن، ص 568 .
[6] سورة النساء (4)، الاية 135 .
[7] المصدر السابق، ص 307، الحديث 1 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 280