اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 279
عن دينه و ماله و عرضه . و هذه الخصلة تحفز الانسان علي الحركة، و تدفع عنه الكسل
والتهاون، و لكن هذه الخصلة اذا لم تضبط في حدودها تؤدي بالمرء الي الانتقام والحقد
والتنازع . قال الامام الباقر(ع): "ان الغضب شعلة يضرمها الشيطان في قلب الانسان".[1]
يجب محاربة الغضب الذي يحصل من أجل منافع دنيوية و لاغراض ذاتية . و ينبغي
طبعا عدم الغضب علي الضعفاء والبائسين ; لان مثل هذا الغضب يزيل الايمان، و يفكك
عري الصداقة . روي الامام الصادق (ع) عن رسول الله 6 حديثا قال فيه : "الغضب يفسد
الايمان كما يفسد الخل العسل".[2] فالكثير من الجرائم والجنايات مصدرها الغضب . و
هذا هو السبب الذي جعل كظم الغيظ من الصفات النبيلة التي يتصف بها المتقون : (و
سارعوا الي مغفرة من ربكم و جنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين الذين
ينفقون في السراء والضرأ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب
المحسنين ) .[3]
و روي الصدوق عن شيخ من أهل اليمن عن عبدالرزاق يقول : جعلت جارية لعلي بن
الحسين (ع) تسكب الماء عليه و هو يتوضاء للصلاة، فسقط الابريق من يد الجارية علي
وجهه فشجه فرفع علي بن الحسين (ع) رأسه اليها. فقالت الجارية : ان الله عزوجل يقول :
: "والكاظمين الغيظ) ، فقال لها: قد كظمت قالت : (والعافين عن الناس ) قال لها:
قد عفي الله عنك، قالت : "والله يحب المحسنين ) قال : اذهبي فأنت حرة .[4]
و روي عن الامام الباقر قوله : "مكتوب في التوراة ... يا موسي ! امسك غضبك عمن
ملكتك عليه أكف عنك غضبي".[5]
و قال الامام جعفر الصادق (ع) سمعت أبي يقول : جاء أعرابي الي النبي 6 و قال له : أنا
من أهل البادية فعلمني ما فيه جوامع الكلم . فقال له النبي : أوصيك أن لاتغضب، فأعاد
الاعرابي المسألة ثلاث مرات والنبي يقول له : لاتغضب .[6] و قال الامام الصادق (ع) أيضا:
[1] الكليني ، الكافي ، ج 2، ص 304 و 305، باب الغضب، الحديث 12 .
[2] المصدر السابق، ج 2، ص 302، الحديث 1 .
[3] سورة آل عمران (3)، الايتان 133 و 134 .
[4] بحارالانوار، ج 46، ص 68، الحديث 36 .
[5] الكليني ، الكافي ، ج 2، ص 303، الحديث 7 .
[6] الحر العاملي ، وسائل الشيعة، ج 15، ص 359، الحديث 7 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 279