responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 27
و قد صرح القرآن الكريم عن هذه الحقيقة بقوله : (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) .[1]

ان فطرية الدين تعني أن الدين جاء الي الناس بما يميلون اليه بفطرتهم الذاتية .

و أما الوجه الاخر لفطرية الدين فهو أن الناس يسعون الي العثور علي القوانين والاحكام التي تضمن لهم سعادتهم، بيد أن ما يتوصلون اليه في هذا المضمار لايحقق لهم هذه الغاية، لذلك فهم يتطلعون الي سبيل أكثر وثوقا. والدين هو السبيل الموثوق الذي يسعي الناس بجد للعثور عليه .

أما الجانب الثالث لفطرية الدين فيعزي الي نزعة المنفعة والكمال عند الانسان . فالانسان يسعي علي الدوام في سبيل تحقيق مصلحته و منفعته الذاتية، ليتسني له اضافة الي تحقيقها، بلوغ مرتبة أعلي علي طريق التكامل . و لاشك في أن متابعة الطريق الامن لبلوغ الكمال و جني المنفعة الذاتية تمثل قضية حيوية لبني الانسان . والدين و ما فيه من تعاليم يرشدهم الي هذا الطريق الامن .

اذا و فطرية الدين هي التي تلبي نزعة الانسان الي العبادة، و ترشده الي طريق آمن نحو السعادة، و تضمن له تحقيق منفعته و بلوغ ما يصبو اليه من الكمال .

الغاية من الدين

نبداء كلامنا حول هذا الموضوع باثارة عدد من الاسئلة و هي : ماذا سيحصل لو لم يكن هناك دين ؟ و هل الحياة متعذرة بلا دين ؟ ألا يكفي عقل الانسان و تجاربه لرسم مصيره ؟

رغم أن المجتمعات البشرية لم تعش تجربة حياتية خالية من الدين - بما يعنيه من أمر يتعاطي مع الفطرة - يمكن في ضوئها بيان حالة الحياة بدون وجود الدين، و لكن واقع الحال ينبئنا عن مدي ضرورة الدين، و انه من المتعذر أن تكون حياة الناس خالية منه . فوجود الدين يدور مدار حياة الانسان . و من غير الممكن وجود الانسان مجردا من

[1] سورة الروم (30)، الاية 30 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست