responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 268

و في المقابل تبرز أيضا خصال الحقد والعداء بين الناس بسبب دوافع شيطانية او أطماع مادية، و تدفع بهم نحو التناحر والنزاع . والاسلام يحث الناس علي المحبة والمودة، و يدعوهم الي نبذ الاحقاد. قال نبينا محمد6: "رأس العقل بعد الدين، التودد الي الناس واصطناع الخير الي كل بر و فاجر".[1]

لا يمكن طبعا انكار تأثير الناس علي بعضهم تربويا و أخلاقيا. فمن المعروف أن من العوامل المؤثرة في التربية، الاصدقاء; اذ ان لهم تأثير بالغا في صياغة شخصية الفرد. وهناك حديث نبوي شريف يصف هذا التأثير و يقول ان الشخص علي دين خليله، و علي المرء أن ينظر الي من يكون خليله .[2] لدي كل انسان حاجة عاطفية للمحبة والصداقة، حتي أن الاحاديث دعت الي أن يتخذ المرء اخوانا و أصدقاء.

روي عن الامام علي بن أبي طالب (ع) أنه قال : "عليكم بالاخوان فانهم عدة في الدنيا والاخرة ; الا تسمع الي قول أهل النار فما لنا من شافعين و لا صديق حميم".[3]

و ورد أيضا عن أميرالمؤمنين (ع) في سياق دعوته الي عدم الافراط في الحب والبغض ما يلي : "أحبب حبيبك هونا ما عسي أن يكون بغيضك يوما ما، و أبغض بغيضك هونا ما عسي أن يكون حبيبك يوما ما".[4]

و ينبغي بطبيعة الحال اجتناب مصادقة الفاسق، لما في ذلك من انعكاسات سلبية و مضرة . فمن لايخشي ربه لايسلم صاحبه من شره . والمحبة اذا لم تكن عن ايمان و اخلاص لا دوام لها. والفاسق يتخلي عن صاحبه عند الشدة والضيق . و علي المؤمن مصادقة من هو علي شاكلته . و كما قال لقمان الحكيم :(لا صداقة بين الذئب والكبش، و لا صداقة بين البر والفاجر"[5] قال تعالي : (فأعرض عن من تولي عن ذكرنا و لم يرد الا الحياة الدنيا) [6] و قال تعالي أيضا:

[1] المجلسي ، بحارالانوار، ج 71، ص 392، الحديث 12 .
[2] الفيض الكاشاني ، المحجة البيضاء، ج 3، ص 309 .
[3] المصدر السابق، ج 3، ص 289 .
[4] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الحكمة 268، ص 522 .
[5] الفيض الكاشاني ، المحجة البيضاء، ج 3، ص 312 .
[6] سورة النجم (53)، الاية 29 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست