responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 259
القرآن الكريم علي اصلاح شؤون الاسرة و حل ما يبرز من اختلافات بين الزوج والزوجة . فقد أوصي القرآن الكريم بكتمان الاختلافات الاسرية جهد الامكان و أن يحاول الزوجان حلها بتدبير و بما فيه مصلحة الاسرة لكي لاتهتك حرمة الاسرة وتفشي أسرارها. فقد وردت في القرآن الكريم التوصيات التالية : (و ان امراة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا فلا جناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا والصلح خير و احضرت الا نفس الشح و ان تحسنوا و تتقوا فان الله كان بما تعملون خبيرا) .[1]

ويفهم من هذه الاية، أن البخل والشح من الاسباب التي تخلق الازمات بين أفراد الاسرة، و تدفعهم الي التنازع والخصام . و يمكن تبديد مثل هذه المخاطر بالاحسان والتقوي .

و أما اذا لم يفلح الزوجان في حل ما ينشب بينهما من اختلافات، فعليهما الاستعانة بالكبار من الاقارب لحلها: (و ان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله و حكما من أهلها ان يريدا اصلا حا يوفق الله بينهما...) .[2]

يجب أن تبني الحياة الاسرية علي التفاهم والانسجام . و لابد من التضحية و ترك الانانية في محيط الاسرة أكثر و قبل أي مكان آخر. فقد عبر القرآن الكريم عن أعضاء الاسرة ب- "النفس" حين قال : (فاذا دخلتم بيوتا فسلموا علي أنفسكم تحية من عندالله مباركة طيبة ) [3] و بدلا من أن يقول : سلموا علي بعضكم، قال : سلموا علي أنفسكم ; أي أن الاشخاص الذين في البيت بمنزلة أنفسكم . فالاب، والام، والزوجة، والاولاد، والاخ، والاخت، و كل عضو من أعضاء الاسرة هم منكم وليسوا غرباء.

و مما ينبغي علي الرجل ان لايتواني و لايقصر في أداء ما فرضه عليه الله من حقوق الاولاد والعيال، و عليه أن يسعي لتلبية متطلباتهم علي قدر وسعه . و لايضيع حقوقهم . قال الصادق (ع): "كفي بالمر ء اثما أن يضيع من يعول"[4] و عليه أيضا أن يصبر علي ما قد يصدر من بعض أفراد الاسرة من أخطاء و أن يسعي الي تقويمهم، و يحرص علي تربيتهم

[1] سورة النساء (4)، الاية 128 .
[2] سورة النساء (4)، الاية 35 .
[3] سورة النور (24)، الاية 61 .
[4] الحر العاملي ، وسائل الشيعة، ج 17، ص 68، الحديث 8 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست