اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 250
الزهد
الزهد هو الاستهانة بالدنيا و عدم الرغبة فيها. و قد وردت تأكيدات كثيرة علي الزهد.
فمن ذلك قول رسول الله 6: "ازهد في الدنيا يحبك الله"[1] و قال الامام الصادق (ع):
"من زهد في الدنيا، اثبت الله الحكمة في قلبه".[2] والزهد مقام رفيع يبلغ بالانسان
درجات عليا من المعنوية . و قال الامام علي (ع) في وصف الزهد: "الزهد ثروة".[3]
و حقيقة الزهد هي الاعراض عن شئ الي ما هو أفضل منه . و هذا يعني أن الزهد
لايعني الاعراض عن كل شئ. و لايعني الشعث و لبس الاطمار. و لا هو التشبه
بالمتسولين والتظاهر بالمرض والغول . و انما الزهد، هو عدم الانكباب علي الدنيا و
عدم التعلق بها.
الزاهد من يعيش في هذه الدنيا و يتمتع بنعيمها، و لكنه يري نفسه كالمسافر الذي
لا تطول اقامته فيها، و عليه أن يستعد للسفر الي مقصد آخر. والزاهد من يعيش في هذه
الدنيا و بما فيها من نعم و مقدرات من غير أن يتعلق بها الي الحد الذي يعيقه عن مواصلة
سفره . جاء في رواية عن امام معصوم قال فيها: "اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل
لا خرتك كانك تموت غدا".[4]
هناك فارق أساسي بين الزهد والرهبانية . الرهبانية بدعة مذمومة . و قد تحدث القرآن
الكريم عن الرهبانية واصفا اياها: (و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان
الله فما رعوها حق رعايتها) ;[5] لان الرهبانية تعني الاعراض عن كل شئ، بينما
لم يحرم الاسلام الزينة والرزق الطيب الحلال، بل حث عليها و دعا اليها،[6] و لكن اذا كان
[1] "ازهد في الدنيا يحبك الله"، سنن ابن ماجه، ج 2، ص 1374، الحديث 4102 .
[2] الكليني ، الكافي ، ج 2، ص 128، الحديث 1 .
[3] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الحكمة 4، ص 469 .
[4] النوري ، الميرزا حسين، مستدرك الوسائل، الباب 25 من أبواب الطهارة، ج 1، ص 146، الحديث 1 ; الصدوق، من لا يحضره الفقيه، باب المعايش، ج 3، ص 94، الحديث 4 .
[5] سورة الحديد (57)، الاية 27 .
[6] سورة الاعراف (7)، الاية 32 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 250