responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 248
الامام الصادق (ع) في هذا المعني : ملعون من ترأس، ملعون من هم بها، ملعون من حدث بها نفسه .[1]

حب الدنيا

الاجواء التي نعيش فيها و تسمي الدنيا، هي عبارة عن امكانات و مقدرات مادية . والمقدرات وسائل الحياة و لايمكن استمرار الحياة بدونها. و هي كلها نعم الهية يضعها الله تحت تصرف العباد مدة من الزمن . و وجودها ضروري و لا مندوحة منه، و لكن في الوقت نفسه ورد في التعاليم الدينية الكثير في ذم الدنيا واللهاث وراءها والحرص عليها والتحلق بها; لان هذه السلوكية تعيق الانسان أحيانا عن السعي نحو الكمال . فحلاوة الدنيا في نظر الانسان تجعله شديد التعلق بها و غير مستعد للخروج منها. و حب الدنيا يوقع الانسان في المنزلقات، و يبعده عن أهدافه الانسانية السامية . فقد جاء في كلام للنبي عيسي (ع) : طالب الدنيا مثل شارب ماء البحر، كلما ازداد شربا ازداد عطشا حتي يقتله .[2]

و هناك سؤال قد يتبادر الي أذهان البعض و هو: هل الدنيا غير ذات قيمة حقا؟ و لماذا كل هذه المذمة لها والحث علي اجتنابها؟ والجواب عن ذلك هو أن للدنيا معنيين : "الدنيا بمعني النعم الالهية"، و "الدنيا بمعني التعلق بها والانشداد اليها". نأتي هنا علي شرح كل واحد من هذين المعنيين علي حدة :

1 - ان كان المقصود من الدنيا هي مخلوقات هذا العالم و ما فيه من نعم يستفيد منها الانسان و يتنعم بها فلا بأس بها. فالدنيا موضع يعيش فيه الناس، و هي موضع تعليم و تربية وعبادة الله و بلوغ الكمال . و هذا المعني للدنيا شئ جيد، بل لولاها لما كان هناك ايمان، وتقوي ، و كمال، بل لما كان هناك معني للاخرة .

روي أن أميرالمؤمنين (ع) سمع رجلا يذم الدنيا فقال له : "أيها الذام للدنيا المغتر

[1] الكليني ، الكافي ، ج 2، ص 298، الحديث 4 .
[2] ورام بن أبي فراس، مجموعة ورام، ج 1، ص 149 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست