اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 246
أنه قال : "قال الله عزوجل : انا خير شريك ; من اشرك معي غيري في عمله لم اقبله الا ما
كان لي خالصا".[1] ان أفضل الاعمال ان كان فاقدا للنية لا خير فيه و لا فائدة منه، و حتي
من يقتلون في ميادين الجهاد قيل فيهم : يؤتي يوم القيامة بمن قتل في سبيل الله، فيقال :
ما فعلت، فيقول : قاتلت في سبيل الله حتي قتلت، فيقال : بل قاتلت ليقال فلان شجاع
جرئ.[2] و هذا يعني أن المعيار في قبول الاعمال حتي الجهاد في سبيل الله رهين بأن
يكون القصد فيه لله . فان كان القصد لله فهذا العمل يبلغ بصاحبه أعلي الرتب، و الا فلا
ينال أي مقام حتي و ان قتل في ساحة المعركة .
العجب
العجب : هو أن يكون المرء مغترا أو معجبا بذاته و بأفعاله و بخاصة العبادية . و كل من
يشعر بالعلو والتفوق علي غيره و يعجب بنفسه يقال دخله العجب . و مثل هذه الحالة
تحدث لدي الانسان الكبر. و اذا كان الانسان يستشعر في ذاته أفضلية علي غيره و ظهر
ذلك في سلوكه، فذلك يسمي كبرا، و قد يصل الي حد الاستكبار. و هذا طبعا من الاخلاق
الذميمة . و حتي لو كتم هذا الشعور داخل ذاته، فهذا مذموم أيضا; لان مثل هذا الشعور
يحجبه عن السعي الي الكمال . قال الامام الصادق (ع): "من دخله العجب هلك".[3] و ذكر
الامام محمد الباقر(ع) ثلاثة أشياء، واعتبرها من دواعي هلاك الانسان و هي : البخل،
والهوي، و اعجاب المرء بنفسه .[4]
و نظرا الي ما ينطوي عليه العجب من خطر شديد علي المؤمن، فقد حذر منه
رسول الله 6 قائلا: لولا الذنب خير للمؤمن من العجب ما خلي الله بين عبده المؤمن و
بين ذنب أبدا.[5]
[1] المصدر السابق، ص 61، الحديث 9 .
[2] النوري ، الميرزا حسين، مستدرك الوسائل، الباب 12، مقدمة العبادات، ج 1، ص 111، الحديث 7 .
[3] الحر العاملي ، وسائل الشيعة، باب 23 من أبواب مقدمة العبادات، ج 1، ص 101، الحديث 8 .
[4] المصدر السابق، ص 103، الحديث 13 .
[5] المصدر السابق، ص 104، الحديث 19 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 246