responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 239

أسس النظام الاخلاقي في الاسلام

هناك مجموعة من مبادئ النظام الاخلاقي في الاسلام مرتبطة بالمبدأ، بينما ترتبط مجموعة أخري منها بالمعاد، أما الارشادات الاخلاقية فمرتبطة بكليهما، و ان بدا الكثير منها كارشادات اجتماعية في الظاهر. ان التوجهات الاساسية للسلوك الاخلاقي يجب أن تكون موجهة صوب الله والتوحيد، و الا فانها لن تكون مدعاة للرقي والتكامل . و من الطبيعي أن الارشادات الاخلاقية تؤدي الي خلق نظام اجتماعي سليم أيضا، بيد أن الفارق الاساسي الذي يميز النظام الديني عن سائر النظم الاجتماعية، هو أن الاتجاه الاساسي لكل عمل في ظل النظام الديني هو الله، بينما الامر ليس كذلك في النظم غير الدينية .

في النظام الديني يعتبر الله مصدر كل شئ و اليه يعود كل شئ. و لابد للمؤمن أن يربط كل سلوكه بالله ويرجعه الي الله . و هذا النمط من الرؤية الكونية يفضي الي ترصين الامور الاخلاقية و وضعها في الاتجاه الصحيح، و يخلق لدي الناس محفزات للتمسك بالقيم الاخلاقية واجتناب كل ما يتعارض مع الاخلاق . أما بالنسبة الي حسن أو قبح الاعمال، فهو يتقرر في ضوء ما يتمخض عنها من تأثيرات في مختلف جوانب الحياة، أو بعبارة أخري : استنادا الي تأثيرها في سعادة أو شقاء الفرد.

لا يمكن لنظام أخلاقي أن يتبلور بمعزل عن النظام الفكري والعقائدي و في هذا النظام الاخلاقي يجب أن تكون غاية الافعال الاخلاقية رضا الله، و الا فستكون قيمتها الاخلاقية ذات مستوي هابط، بل و قد تكون مضادة للقيم . نذكر من ذلك - علي سبيل المثال - أن الانفاق علي المحتاجين يعتبر عملا أخلاقيا في الظاهر، و لكن من وجهة النظر الاسلامية يعتبر هذا العمل ذا قيمة فيما اذا كان خاليا من دوافع الرياء و من المن والاذي، و ان لم تتوفر فيه هذه الشروط فهو مجرد من القيمة الاخلاقية : (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذي كالذي ينفق ماله رئاء الناس و لا يؤمن بالله واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه و ابل فتركه صلدا لا يقدرون علي شئ مما كسبوا) .[1]

[1] سورة البقرة (2)، الاية 264 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست