اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 217
جهنم،[2] و هي ذات شرر عظيم لايذر شيئا الا أحرقه،[1] و طعام أهل جهنم الزقوم
والصديد،[4] و ماؤها كالمهل، و هو المعدن المذاب بالحرارة،[3] و نارها تسري في أعماق
الانسان و تستعر في القلوب،[5] و ثياب أهلها النار، ويلقي علي وجوههم و رؤوسهم ماء
يغلي .[6]
و هناك مقامع من حديد فوق رؤوس أهل النار،[8] و لايمكن الفرار منها أبدا،[7] و
جلودهم تتبدل علي الدوام من شدة النار، والجلود تحترق و تذوب، و لكن لاتنتهي و
تحل محلها جلود غيرها (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا
العذاب ) [10] و هم في عذاب دائم (لا يموت فيها و لا يحيي) ،[9] و أيديهم و
أعناقهم مغلولة بالسلاسل والاغلال .[11] و يعيشون في حسرة و ندم دائم علي تفريطهم
بالفرصة التي أتيحت لهم في الدنيا، و يتمنون لو كان رفاقهم في الدنيا رفاق خير نصحاء،
ولو انهم كانوا يسيرون علي الصراط المستقيم .
فهل تستحق أيام الدنيا العابرة أن يغفل المرء عن ربه، أو يظلم عباد الله ؟ أو أن
لايؤدي فرائض الله، فيذل و يخزي ؟ هناك كثير من آيات القرآن الكريم و أحاديث النبي
والمعصومين في وصف عالم الاخرة وجهنم وعذابها الشديد. و لاشك في أن رسالات
الله و تحذيرات الانبياء والاوصياء انما هدفها توعية و ايقاظ الناس ; اذ لاينبغي أن
ينهمك الناس في نعم الدنيا و ملذاتها بحيث ينسوا ما عليهم من فرائض و تكاليف، و
يضيعوا آخرتهم في خضم التهافت علي الحياة الدنيا. و ينبغي أن لايكون الاقبال علي
ملذات الدنيا الي الحد الذي يوقع المرء في عذاب الاخرة . ان العقل والمنطق يفرض علينا
الاصغاء لهذه التحذيرات و أخذها علي محمل الجد; فهذه التحذيرات ليس هدفها ابعاد
الناس عن نعم الدنيا، و انما الغاية منها ايجاد توازن في السلوك بين الدنيا والاخرة .
[1] علي بن ابراهيم، تفسير القمي ، ج 1، ص 366 ; المجلسي ، بحارالانوار، ج 8، ص 288، الحديث 21 .
[2] سورة المدثر (74)، الايات 26 - 28 .
[3] سورة الحاقة (69)، الاية 36 ; سورة الواقعة (56)، الاية 52 .
[4] سورة الكهف (18)، الاية 29 .
[5] سورة الهمزة (104)، الاية 7 .
[6] سورة الحج (22)، الاية 19 .
[7] سورة الحج (22)، الاية 21 .
[8] سورة الحج (22)، الاية 22 .
[9] سورة النساء (4)، الاية 56 .
[10] سورة طه (20)، الاية 74 .
[11] سورة غافر (40)، الاية 71 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 217