responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 211
به الله بصورة ملموسة . و يقوم الحساب علي موازين العدل [1] و لايظلم أحد (و ما ربك بظلام للعبيد) .[2]

العنصر الاساسي في سعادة الانسان الايمان والعمل الصالح، و أما سبب شقائه الابدي فهو الكفر والشرك . قال الله جل وعلا بشأن المؤمنين الذين يعملون الصالحات : (و من يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثي و هو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة ) .[3] و أما من يعمل صالحا من غير ايمان فان كفره و انكاره يحبط عمله الصالح ; لان النية شرط وركن في قبول العمل .

و بعبارة أخري يمكن القول : ان الاعمال ذات الاثر هي الاعمال التي تكون صالحة من جهة، و أن يكون الباعث عليها حب الخير و نيل مرضاة الله من جهة أخري . و هذا لاينطبق طبعا علي من لايحمل عقيدة صحيحة : (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ...) .[4] و في المقابل يكون للايمان تأثير الي درجة أنه يجعل للعمل الصالح تأثيرا، و ليس هذا فحسب، بل يؤدي أيضا الي محو بعض الذنوب .[5]

تجسم الاعمال

يقول الفلاسفة و علماء الاخلاق : ان ما يداوم عليه الانسان و يكرر ممارسته يرسخ في ذاته تدريجيا، و بتعبير آخر يصبح ملكة ذاتية، والاعمال ترسخ في النفس الي درجة يكون لها تأثير بالغ في شخصيته . و تتجلي الملكات النفسية حيثما يظهر كل شئ بوضوح . و يمكن اعتبار الجزاء تابعا لهذه الخصائص والملكات المطبوعة في النفس .

يحشر الانسان يوم القيامة علي أساس صورته الباطنية وسيرته الداخلية . وعقوبات الاخرة ليست عقوبات تعاقدية علي غرار العقوبات الدنيوية . و انما هي علي غرار الامور التكوينية . و حقيقة الذنب، تتجسد يوم القيامة بالجزاء. اذ يمكن تشبيه الذنب بسكين

[1] سورة الانبياء (21)، الاية 47 .
[2] سورة فصلت (41)، الاية 46 .
[3] سورة النساء (4)، الاية 124 .
[4] سورة ابراهيم (14)، الاية 18 .
[5] سورة النساء (4)، الاية 31 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست