اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 174
3 - الولاية والسلطة الفعلية الحاصلة من مبايعة الناس له، مثل ما حصل لامير
المؤمنين (ع) بعد عثمان، حيث بايعه الناس . و لهذه المرتبة وجهتان :
أ - وجهة كونها مقاما وسلطة يتنافس عليها المتنافسون .
ب - وجهة كونها أمانة من الله و من الناس، و لاتستعقب الا مسؤولية و تكليفا.
في هذا المجال أشار أميرالمؤمنين (ع) الي نعله المخصوف و قال : "والله لهي أحب الي
من امرتكم الا أن اقيم حقا أو أدفع باطلا".[1] و من المؤكد أنه لو كان المراد من الولاية
والامارة، الحقيقة الخارجية والكمال النفسي لشخصه هو، لما قال ان النعل المخصوف
خير من العلوم والفضائل التي بسببها صار أهلا لهذا المقام . كما أنه لايقصد ذلك المنصب
الذي جعله له الله واعلنه له النبي في غدير خم، و انما يقصد الجانب الدنيوي للامارة
والرئاسة علي الناس . و هذا هو ما بينه في الخطبة الشقشقية حين قال "... لالقيت حبلها
علي غاربها... و لالفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز"،[2] و هي التي قال عنها:
"والله ما كانت لي في الخلافة رغبة و لا في الولاية اربة".[3]
الولاية التكوينية والولاية التشريعية
الولاية بمعني القدرة علي التصرف والتحكم، و هي تقسم الي ولاية تكوينية، و ولاية
تشريعية، و لها مراتب . و مرتبتها الكاملة مختصة بالله، و هناك مرتبة من الولاية التكوينية
للرسول 6 والائمة (ع)، و كذلك لبعض الانبياء، بل حتي لبعض الاولياء، بما يتناسب مع
سموهم الروحي و مقدرتهم النفسية وارتباطهم بالله، لان معجزات الانبياء والائمة (ع)،
و كرامات الاولياء، هي نوع من التصرف في التكوين ; و ان كانوا يأتون بها في طول مشيئة
الله و باذنه . و من أمثلة الولاية التكوينية التي أشير اليها في القرآن احياء الطير
بأمر ابراهيم (ع)،[5] و تحويل العصا حية لموسي (ع)،[4] و صنع طير من الطين والنفخ فيه،
[1] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الخطبة 33، ص 76 .
[2] المصدر السابق، الخطبة 3، ص 50 .
[3] المصدر السابق، الخطبة 205، ص 322 .
[4] سورة البقرة (2)، الاية 260 .
[5] سورة الاعراف (7)، الاية 107 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 174