اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 167
لايضع منهجا لما بعد حياته بما يضمن استمرار الرسالة والدعوة ؟ لاشك في أن مسؤول
أية جماعة لو أراد مغادرة جماعته، ولو مغادرة وقتية، فلابد أن يعين لهم خلال مدة غيابه
من يتولي ادارة أمورهم و يرجعون اليه في قضاياهم . و قد كانت سيرته تجري علي هذا
المنوال أيضا; فهو متي ما كان يغادر لسفر أو غزوة كان يعين من يخلفه لتمشية أمور
الناس . و ان كان الامر كذلك، فكيف يمكن أن يترك الامة و شأنها؟
ينقل أن ابن الخليفة الثاني قال لابيه عندما كان علي فراش الموت : زعموا أنك غير
مستخلف، و أنه لو كان لك راعي ابل أو راعي غنم ثم جاءك و تركها، رأيت أنه قد ضيع ؟
فرعاية الناس أشد. فوافقه قولي .[1]
و قالت عائشة لعبد الله بن عمر: يابني ، أبلغ عمر سلامي ، و قل له : لاتدع أمة محمد
بلا راع . استخلف عليهم و لاتدعهم بعدك هملا، فاني أخشي عليهم الفتنة .[2]
و روي أيضا أن جماعة عادوا عمر في مرضه و طلبوا منه أن يستخلف أحدا من
بعده .[3]
فهل كان غير النبي عارفا بمصلحة الاستخلاف، والنبي لايعرف هذه المصلحة، بينما
وصفه الله تعالي بالحرص علي المؤمنين والرأفة بهم .[4]
كيف يعقل أن دينا عالميا خالدا يشتمل علي كل المعارف الاصيلة، والاصول
الاخلاقية،والاحكام الفرعية في جميع الجوانب الفردية والاجتماعية، لايحتاج الي
مفسر و حافظ خلافا لجميع القوانين التي تحتاج عادة الي مفسر و حافظ، و أن لاتكون
الامة الاسلامية - خلافا لكل الامم - بحاجة الي امام و قائد؟ من المنطقي أن كل عاقل
يقدم علي أمر مهم و يهدف الي تحقيق غاية باهضة الثمن، لابد و أن يفكر في استمرارها
الي حين تحققها، و أن يضع لها خطة تكفل لها النجاح .
ان مثل هذا الموضوع لايخرج عن عدة افتراضات و هي :
1 - ان الاسلام محدود بعمر النبي 6، و لا علاقة له بما سيجري بعد ذلك .
[1] النيسابوري ، مسلم، الصحيح، كتاب الامارة، ج 12، ص 205 و 206 .
[2] الدينوري ، الامامة والسياسة، ج 1، ص 42 .
[3] الطبري ، تاريخ الطبري ، ج 2، ص 580 .
[4] سورة التوبة (9)، الاية 128 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 167