اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 166
الامامة الخاصة
الامامة بعد النبي 6
بعث الله عزوجل محمدا6 آخر الانبياء لخلقه . و قد جعل 6 كل همه اعلاء كلمة
الاسلام الي حد أنه كان مستعدا للتضحية بكل شئ في سبيل هذا الدين . و قد ضحي
بالمئات من خيرة أبناء هذه الامة في سبيل هذه الغاية . و مع كل تلك المساعي والجهود
كان يدرك أن الاسلام لم يستقطب كل جزيرة العرب، و لم يرسخ بعد في القلوب . و قد
كانت هناك قوتان تجابهان الاسلام وهما: الفرس والروم . أما النبي فكان علي معرفة
بصفات العرب و تعصبهم القبلي ، حيث ان العادات الجاهلية لازالت رواسبها كامنة في
أعماق نفوسهم، و كان المنافقون يتحينون الفرص للانقضاض علي الاسلام . و كان النبي
يعلم أيضا بأن حب الدنيا وحب الجاه من المخاطر التي تهدد كبار الصحابة علي وجه
الخصوص، و كان يعلم بأن الامة معرضة لخطر الردة الي الجاهلية . و قد حذر القرآن من
هذه الحقيقة المريرة بقوله تعالي : (و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان
مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم ) .[1]
و قد أعرب النبي 6 عن خشيته من هذه الاوضاع حين قال : يجاء برجال من أمتي
فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول : يارب أصيحابي ، فيقال : انك لاتدري ما أحدثوا بعدك .
فأقول كما قال العبد الصالح : (و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت
الرقيب عليهم ) [3] فيقال : ان هؤلاء لايزالون مرتدين علي أعقابهم منذ فارقتهم .[2]
و في مثل هذه الاوضاع لايعقل أن يترك النبي 6، بما له من عقل و دراية - فضلا عن
مقام النبوة واهتمامه بنشر الاسلام - زمام هذا الامر و لايرسم له خطة، و يترك المسلمين
و شأنهم . و كيف يمكن ان يعقل أن النبي 6 كان يفكر في العهد الذي كان يعيش هو فيه و
[1] سورة آل عمران (3)، الاية 144 .
[2] سورة المائدة (5)، الاية 117 .
[3] البخاري ، الصحيح، ج 5، ص 228، الحديث 4625 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 166