اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 147
الكريم بما يلي : (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من
حولك ) .[1] و قد أبدي الانبياء صلابة منقطعة النظير علي طريق هدفهم (و كأين من
نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله و ما ضعفوا و ما استكانوا
والله يحب الصابرين ) .[2]
لم يكن لدي الانبياء طمع في الحصول علي أجر من الناس لقاء تبليغ رسالاتهم
(و ما أسألكم عليه من أجر) .[3]
و قد اتبع معارضو الانبياء - كأي مستبد آخر - أسلوب الايذاء والتبعيد والقتل ضدهم
و الصاق التهم بهم، و لكن الانبياء كانوا يجتنبون الاساليب الانفعالية، والصخب، والضغظ،
والاكراه، والعنف والتهم، في نشر الدين .
ان سيرة الانبياء تمثل درسا و عبرة يجب أن يحتذي بها كل دعاة الاصلاح
الاجتماعي والتربوي . فالانبياء هم رواد الاصلاح، و دعاة الناس الي التقوي والاخلاص .
و لم يكونوا يدلون برأي أو يقومون بعمل يبدو في نظر الناس متناقضا. و كانوا يتصفون
بالثبات علي موقف معنوي واحد في حالتي النصر والهزيمة، و هو التوجه الي الله .
كان الانبياء ثابتين علي مبادئهم ; فلم يكونوا يتلونون في كل يوم بلون ، و لا كانوا
يمارسون الالاعيب السياسية، و انما كانت القيم الدينية أصلا و مبدءا ثابتا لديهم علي
الدوام . و علي هذا الاساس كانوا يتمسكون بما يعاهدون الناس عليه و بالمعاهدات التي
يبرمونها مع جهات أخري، و لم ينقضوها قط. (و ما كان لنبي أن يغل ) .[4]
كان الانبياء كثيرا ما يواجهون معارضة من أولئك الذين يرون في تعاليم السماء خطرا
يهدد مصالحهم . و رغم كل تلك العراقيل والاسأات، فان الانبياء كانوا يصفحون عنهم .
و كان من دأب الانبياء أيضا الدفاع عن المظلومين والدعوة الي الحق . و كانوا لايتبعون
أساليب الزيف والخداع لتحقيق أهدافهم، و لايبيحون كل وسيلة لبلوغ الغاية . و كانوا
يتعاملون مع المؤمنين و طلبة الحق و عموم الناس بتواضع، و لكنهم عندما تقتضي
[1] سورة آل عمران (3)، الاية 159 .
[2] سورة آل عمران (3)، الاية 146 .
[3] سورة الشعراء (26)، الاية 109 .
[4] سورة آل عمران (3)، الاية 161 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 147