اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 138
والمرتاضون والسحرة لاتعد من المعاجز; و ذلك لانهم يأتون بمثل هذه الاعمال نتيجة
لخبرة و تمرين يكتسبونه من الاخرين، ثم انهم لايدعون النبوة، و ليست لديهم مقدرة
علي التحدي ; لانهم يعلمون بقدرة الاخرين علي الاتيان بنظير هذه الاعمال عن طريق
التمرين والتعلم .
المعجزة و قانون العلية
ان المعجزة - باعتبارها عملا خارقا للعادة - تثير في الاذهان شبهة مفادها أن مثل هذا
العمل ينقض قانون العلية . والحقيقة هي أن الامر ليس كذلك، و انما المعجزة شئ قابل
للتحقق بحد ذاته، و لكن لايمكن تحقيقه بشكل عادي و بالعلل والاسباب الطبيعية، و
لكن النبي يقوم به باذن الله و بطرق غير معهودة . نذكر علي سبيل المثال أن نواة التمر اذا
غرست قد تصبح نخلة بعد عشر سنوات، و لكنها قد تثمر في مدة أقل لو تولي رعايتها
شخص متخصص بالزراعة، و فيما لو تطور علم الزراعة، و لكن تحويل النواة الي نخلة في
دقيقة واحدة ليس في مقدرة البشر، غير أنه ليس أمرا مستحيلا. فأمثال هذه الامور
ممكنة، و لكن لابد أن تكون هناك علة لها. والعلل قد تكون ظواهر طبيعية تارة، أو قد
تكون غير طبيعية و غير محسوسة تارة أخري . فتأتي قدرة وعلة أخري و تعجل في
حصول العوامل، فيقع ذلك الامر في أقل زمان فيقال بأن معجزة وقعت . و من أعظم العلل
الموجبة للمعجزة، ارادة و قدرة الله التي تأتي عن طريق علل خفية .
الهدف من المعجزة
تأتي المعجزة للكشف عن حقيقة فحسب، و لكن ربما كان أعداء و معارضو الانبياء
يطلبون منهم الاتيان بمعجزة، و لكن تلك المعجزة قد لاتتحقق و ذلك للاسباب التالية :
أولا: ان المطالبين بالمعجزة لايريدون التوصل الي الحقيقة و انما غايتهم ايذاء النبي .
نذكر مثلا، أنهم قالوا للنبي 6: (لن نؤمن لك حتي تفجر لنا من الارض ينبوعا او تكون
لك جنة من نخيل و عنب فتفجر الا نهار خلالها تفجيرا او تسقط السماء كما زعمت علينا
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 138