اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 135
الوحي
الوحي بمعني الاشارة السريعة، والكلام الذي يأتي علي سبيل الرمز والتعريض .[1] و
تدل موارد استعمال كلمة الوحي في القرآن علي أن المراد منها نوع من العلاقة الرمزية
والاشارية . و قد تكون مثل هذه العلاقة بين الله و مخلوقاته، أو بين الناس، أو بين
الشياطين . جاءت كلمة الوحي في القرآن بشأن تدبير السماوات، والوحي الي الارض،
والوحي الي النحل، والوحي الي أم موسي (ع)، والوحي الي الانبياء. و يستدل من الامور
المذكورة علي أن الوحي شئ خفي ورمزي .
تتحقق علاقة الله مع الانبياء بواحد من الطرق المذكورة : الوحي ، التكلم من وراء
حجاب أو ارسال الرسل : (و ما كان لبشر أن يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب أو
يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء) .[2] و قد يأتي الوحي الي الانبياء في اليقظة تارة،
أو أثناء المنام تارة أخري . و يتخذ طابع الرؤيا كما حصل بالنسبة الي النبي ابراهيم (ع)
الذي رأي في المنام أنه يذبح ابنه [3] فاعتبره حكما الهيا، و نفذ ما وجب عليه تنفيذه .
والانبياء معصومون في تلقي الوحي و حفظه و ابلاغه للناس . و لا تأثير لهم في مضمون
الوحي ، و يحظون بتسديد الهي خاص أثناء تلقي الوحي و ابلاغه .
الذين لايدركون حقيقة الوحي لاينبغي لهم انكاره ; لان عدم ادراك الشئ لايعني
انعدامه . مثلما هو الحال بالنسبة الي الاعمي الذي يعجز عن ادراك الالوان بطرق وثيقة
لديه، و لهذا لايستطيع تصورها و قبولها عندما يخبر عنها في المرة الاولي، و لكن هذا
الحال لايبيح له - طبعا - انكار ذلك .
و يمكن من باب التشبيه اعتبار الوحي كالمنام . فمثلما أن الانسان يدرك في عالم
المنام حقائق قد لايدركها في عالم اليقظة . ويحتمل أن يدرك في عالم اليقظة حقائق عن