اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 123
رغد و نعمة و رفاه و رغم كل ذلك فان بعضا منهم جاحد لنعم الله . فعلي أي شئ يدل
وجود مثل هذه الامور في العالم ؟ و كيف يمكن تبرير وجودها؟ لابد طبعا من ايجاد تبرير
لوجود هذه الشرور في العالم .
و لغرض تسليط الضوء علي هذا الموضوع، نبين الامور التالية :
1 - النظام الذي نعيش فيه هو أفضل نظام ممكن لهذه الحياة، اذ يتجلي فيه جمال
الباري عزوجل . فقد خلق الله العالم و جعل لكل شئ ما يتناسب معه : (سبح اسم ربك
الاعلي الذي خلق فسوي ) .[1] اذ انه خلق كل شئ جميلا: (الذي أحسن كل
شئ خلقه ) ،[3] و هو أحسن الخالقين .[2] فالله جميل و قد جعل العالم تجليا لجماله .
2 - ما يفعله الله يأتي بناء علي مقتضيات الحكمة . و كل ما يصدر عن الحكيم لا قبح
فيه و لا زلل . و بما أن الشر شئ غير صحيح، فهو لاينطوي علي مصلحة ذاتية، فلا وجه
لايجاد الشر و العادة .
3 - الخير والشر أمران نسبيان . بمعني أن الشئ عندما يقاس بشئ آخر، تستنتج
أوجه تفاوت يري الانسان بعضها خيرا و يعتبر البعض الاخر منها شرا. ثم ان الحديث عن
الشرور لايكون الا في المواضع التي يرتجي فيها خير.
ان كل شر يمكن أن يطرح الي جانب الخير. و ان انعدم وجود الخير يحصل تصور بأن
هناك شرا. والشر نفسه حصيلة لوجود الخير. و لايمكن تصور موضع يكون فيه شر بدون
وجود الخير.
4 - المادة التي يتألف منها العالم لها مقتضياتها. و لابد أن تتبدل أحوالها لكي تسير
نحو التطور والكمال، و لايحصل أي تكامل في هذا العالم من غير تبدل و تحول، و هذا
الكون لاينسجم مع الثبات، و انما شأنه الحركة . و عندما يكون الشئ في حركة دائمة
فلابد أن تقع في أثناء ذلك أمور تبدو في الظاهر شرا. و يفهم من خلال النظرة الكلية أنه ما
لم يكن هناك شر لايتحقق الخير. و اذا لم تعرض علي المادة عوارضها فهي تفتقد
[1] سورة الاعلي (87)، الايتان 1 و 2 .
[2] سورة السجدة (32)، الاية 7 .
[3] سورة المؤمنون (23)، الاية 14 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 123