responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 122
الواجبات، والاستسلام للظلم . و هذا طبعا فهم مغلوط للموضوع ; لانه يؤدي الي الاستسلام للحوادث و عدم القيام بأي جهد للتحرر من الشقاء والظلم .

الملاحظة الاخري بشأن عقيدة القضاء والقدر هي أن الانسان يجب أن يعلم بأن نظام الكون يسير علي قوانين، و لابد لهم من صياغة أفعالهم وفقا لهذه القوانين، و لايتصورون أنهم متروكون سدي ، و هو ما يعني بالنتيجة أنهم يستطيعون فعل ما يشاؤون، بل هناك السنن الالهية . ان القضاء والقدر يبعث في النفوس الامل بأن الله رقيب علي كل ما يجري في هذا العالم، و أنه لا مفر لاحد من قضاء الله، و أنه يستطيع فعل ما يشاء.

و في ضوء هذه الرؤية يسعي الانسان الي تحقيق ارادته، و اصلاح الفاسد من الامور والقضاء علي الظلم من غير أن يشعر بأنه حر يفعل ما يشاء.

و لاشك في أن التسليم للقضاء والقدر لايعني أبدا الاحجام عن القيام بأي عمل، انطلاقا من التصور بأن كل شئ يجري وفقا لما قدر وكتب من قبل، و هو ما يعني بالنتيجة أنه مجرد من التأثير.

الشرور

هناك الكثير من مظاهر الشر التي تصيب بني الانسان كالعاهات، والمرض، والفقر، والوقوع في البلاء، والوقوع فريسة لظلم الظالمين، والموت، والمصائب الاخري، و ما الي ذلك . و هذه قضية ذات أهمية كبيرة لبني الانسان، و تشغل أفكارهم علي الدوام . فما هو مصدر كل هذه الحوادث والظواهر المؤلمة والمريرة ؟ فهل أن ارادة الله قضت أن يعيش الناس في البأساء والضراء و لايذوقوا طعم السعادة ؟

يمكن اخضاع قضية الشرور للبحث من جانبين : أحدهما أن يعزي الشر الي الله .و لكن هذا لاينسجم مع ما يتصف به سبحانه من حكمة وعدل . و أما الجانب الثاني فهو هل الفقر والشر والالام والامراض من صنع الله أم لا؟ فان كان الجواب نعم، فلاي شئ خلق الله هذه الامور؟

نحن نشاهد بعض الناس يعيشون في شقاء و تعاسة و بلاء، بينما يعيش آخرون في
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست