responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 113
لسنن . و هذه السنن تخضع لظروف ومقتضيات . و في العالم الالهي تكون السنن و ظروفها و مقتضياتها معلومة . و بالنتيجة لايقع فيها تغيير. و هذا هو ما يسمي باللوح المحفوظ. أما في مرحلة التطبيق فهي تخضع لظروف تبدو في الظاهر و كأنها خاضعة للتغيير. و في هذه الحالة يقال : ان هذا اللوح يحصل فيه تبدل وتغيير. فربما كان من المفترض أن تقع حادثة لشخص و لكنه يقوم بعمل صالح يمنع الله تعالي به وقوعها. و بعبارة أخري ان الوقائع والظواهر خاضعة لظروف قد تكون خافية عن أعين الناظرين الذين لايرون عادة الا ظواهر الامور.

قواعد أفعال الله

هل تجري أفعال الله وفقا لقوانين و قواعد، أم تجري بغير قوانين و لا قواعد؟ و ان كانت أفعاله تجري وفقا لقواعد مرسومة، فكيف يتناسب هذا مع تدبيره لشؤون الكون لحظة بلحظة، و ادارتها وفقا لارادته ؟

يستفاد من الايات والروايات والادلة العقلية أن الله تعالي قد خلق العالم و هو الذي يدبره، و لكنه في الوقت ذاته يعتمد الاسباب في أفعاله ; أي انه يجريها وفقا لسنن و قواعد. فهناك في القرآن عدة آيات تتحدث عن سنن الهية . و حذر في آيات عديدة أقواما من سريان السنن والقوانين الكونية عليهم . (قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف و ان يعودوا فقد مضت سنت الا ولين ) .[1]

هذا العالم يجري بأسباب و علل، و في الوقت ذاته فان الله هو المدبر الاصلي لهذا الكون . جاء مثلا في القرآن الكريم حول انزال المطر ما يلي : (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء و يجعله كسفا فتري الودق يخرج من خلاله ) .[2]

و من أمثلة ذلك أنه عندما يجري الكلام عن انزال المطر، ينسب الله هذا العمل الي نفسه، و لكن في الوقت ذاته يحصل ذلك عن طريق ارسال الرياح والغيوم : (و أرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه و ما أنتم له بخازنين ) .[3]

[1] راجع : سورة الانفال (8)، الاية 38 و سورة الاحزاب (33)، الاية 62 .
[2] سورة الروم (30)، الاية 48 .
[3] سورة الحجر (15)، الاية 22 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست