responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 102
وجوده المطلق .[1]

ورد عن الامام الباقر(ع) أنه قال : "تكلموا في خلق الله تعالي و لاتتكلموا في الله ، فان الكلام في الله لايزداد صاحبه الا تحيرا".[2]

و للتوحيد مراتب، و هذا ما جعل الموحدين متفاوتين في هذا المجال، فقد يكون هناك من هم موحدون في التوحيد الذاتي ، و لكنهم يقعون في الشرك في التوحيد العبادي و في الطاعة . فالشيطان - كما قال أميرالمؤمنين (ع) - عبد الله ستة آلاف سنة،[3] و لكنه تكبر و عصي أمر ربه . و هذا يعني أنه لم يكن لديه توحيد في الطاعة . و علي صعيد آخر قد يكون هناك من لديه اخلاص تام في العبادة، و لكن التوحيد الافعالي غير مكتمل لديه . ثم ان هناك الكثير ممن يكثرون من العبادة والذكر والتسبيح، و لكنهم ضعفاء في التوكل عليه والاستعانة به، و عدم التعويل علي ذوي الجاه والمنصب والمال .

و خلاصة القول هي أن الموحد هو من يؤمن بأن الله واحد و يخضع تعظيما له، و لايتكل الا عليه، و يوقن بأن كل شئ منه، و ليس في الوجود ما يضاهيه أو يضارعه .

المرتبة الكاملة للتوحيد

للتوحيد - بما يعنيه من الاعتقاد بوحدانية الله - مراتب . و مرتبته الكاملة هي الايمان بأن لله العلم والقدرة والكمال والخلق والرزق والاحياء والاماتة، و أن الخضوع والعبادة له وحده، و أن لايتذلل الانسان و لايمرغ خده في التراب لاحد سواه، و ان لايرجو الا رحمته، و لايخشي الا سخطه .

و أما علي صعيد العقيدة والعمل فيجب الخضوع والانصياع له وحده . و هذا ما نقل عن أميرالمؤمنين (ع) في قوله : "و كمال توحيده الاخلاص له".[4] و ينص القرآن علي أن

[1] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الخطب 152 و 163 و 186 ; الصدوق، التوحيد، ص 308، الحديث 2 ; الكليني ، الكافي ، ج 1، ص 138، الحديث 3 ; المجلسي ، بحارالانوار، ج 4، ص 304 ; المفيد، الاختصاص، ص 236 .
[2] الكليني ، الكافي ، ج 1، ص 92، الحديث 1 .
[3] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الخطبة 192، ص 287 .
[4] المصدر السابق، الخطبة 1، ص 39 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست