اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 101
القائل : واحد يقصد به باب الاعداد، فهذا ما لايجوز، لان ما لا ثاني له لايدخل في باب
الاعداد، أما تري أنه كفر من قال : ثالث ثلاثة .[1] و قول القائل : هو واحد من الناس، يريد
به النوع من الجنس، فهذا ما لايجوز عليه، لانه تشبيه، وجل ربنا عن ذلك و تعالي . و أما
الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل : هو واحد ليس له في الاشياء شبه، كذلك ربنا، و
قول القائل : انه عزوجل أحدي المعني، يعني به أنه لاينقسم في وجود و لا عقل و لا وهم
كذلك ربنا عزوجل .[2]
مراتب التوحيد
من أعمق المباحث في باب المعارف هو بحث التوحيد. و يختلف فهم التوحيد تبعا
لاختلاف أفهام الناس . و رغم كل ذلك فالناس حسبما تملي عليهم فطرتهم، متفقة
آراؤهم في أصل وجود ذات الباري تعالي . أما اختلاف أفهام الناس حول التوحيد، فهو أن
البعض قد جعلوا اله هذا العالم كالاصنام والاحجار والاخشاب التي يصنعونها بأيديهم، و
فهموا من دعوة الانبياء الي التوحيد في حد الوحدة العددية : (أجعل الالهة الها واحدا ان
هذا لشئ عجاب ) .[3]
أما الصفات الكمالية التي يذهب اليها الناس في بيان ذات الله، فلابد و أنها تنطوي
علي المحدودية التي تطبع تلك الالفاظ. و لهذا السبب يقول الله عزوجل : (سبحان الله
عما يصفون الا عباد الله المخلصين )،[4] و يقول أيضا: (و لا يحيطون به
علما)،[6] (و ما قدروا الله حق قدره ) .[5]
جاء عن أميرالمؤمنين (ع) أنه قال : و لا تقدر عظمة الله سبحانه علي قدر عقلك فتكون
من الهالكين .[7] و لعل هذا هو السبب الذي جعل الروايات تكثر من تنزيه الله . فكل صفة
نثبتها له لابد و ان يكون الي جانبها تنزيه له ; لان بياننا قاصر عن الافصاح عن
[1] اشارة الي الاية :(لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة)، سورة المائدة (5)، الاية 73 و هي حول المسيحيين الذين يعتبرون الله ثالث ثلاثة ; أي الله، و روح القدس و عيسي (ع).
[2] الصدوق، التوحيد، ص 83 و 84، الحديث 3 .
[3] سورة ص (38)، الاية 5 .
[4] سورة الصافات (37)، الايتان 159 و 160 .
[5] سورة طه (20)، الاية 110 .
[6] سورة الانعام (6)، الاية 91 .
[7] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الخطبة 91، ص 125 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 101