responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 5

يشتركان فيه من التحقيق، و الدقة و الاعتدال، و سطوع البيان و البرهان، و التأنق و التتبع، و الورع في النقل، و الرحابة في المناظرة، و الاحاطة بما يناسب الموضوع، مع سهولة الاسلوب، و انسجام التراكيب، و بلاغة الايجاز اذا أوجز، و قبول الاطناب اذا أطنب.

فالكتاب يخضع لفكر منظم مبدع حجة، يصل وحدته بجداول دفاقة بالثراء العقلي و النقلي، و بروادف غنية كل الغنى، في كل ما يرجع الى الموضوع، و يتم عليه عناصره القيمة.

فالاناقة فيه تخامر الاستيعاب، و الوضوح يلازم العمق، و النقد التحليلي مرتكز هذه الخصائص.

أما المؤلف-اعلى اللّه مقامه-فانك تستطيع أن تستشف ملامحه، من حيث تنظر الى مواهبه في كتابه هذا، و لو لم أره لقدرت أن ارسم له صورة أستوحي قسماتها من هذا السفر، اذ يريكه واضح الغرة، مشرق الوجه، حلو الحديث، هادئ الطبع، واسع الصدر، لين العريكة، وافر الذهن، غزير الفهم و العلم، واسع الرواية، حسن الترسل، حلو النكتة، لطيف الكناية، بديع الاستعارة، تنطق الحكمة من محاسن خلاله، و يتمثل الفضل بكل معانيه في منطقه و أفعاله، لا ترى أكرم منه خلقا، و لا أنبل فطرة، عليما زاخرا بعلوم آل محمد، علامة بحاثة، أمعن في التنقيب عن أسرارهم، يستجلي غوامضها، و يستبطن دخائلها، لا تفوته منها واردة و لا شاردة، الى خصائص في ذاته و سماته يمثلها كتابه هذا بجلاء.

و من أمعن فيما اشتمل عليه هذا الكتاب، من أحوال الحسن و معاوية، علم انهما لم ترتجلهما المعركة ارتجالا، و انما كانا في جبهتيهما خليفتين، استخلفهما الميراث على خلقين متناقضين: فخلق الحسن انما هو خلق الكتاب و السنة، و ان شئت فقل خلق محمد و علي. و أما خلق معاوية فانما هو خلق «الاموية» ، و ان شئت فقل: خلق أبي سفيان و هند، على نقيض ذلك الخلق.

اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست