به في الكوفة يوم حجر» . -و خرج قيس بن فهدان الكندي على حمار له، يسير في مجالس كندة يحرضهم على الحرب.
و حصب أهل الكوفة زيادا [1] -و كان ذلك هو ميراثه الشرعي من أمه سمية.
أما حجر نفسه فأصر على قومه بأن يردوا السيوف الى أغمادها، و قال لهم: «لا تقاتلوا فاني لا أحب ان اعرضكم للهلاك.. و انا آخذ في بعض هذه السكك» .
و أخطأته عيون زياد التي كانت تلاحقه، لان الناس كلهم أو اكثر من ثلثي الناس كانوا يمنعون حجرا من هذه العيون.
و هكذا ضاق زياد بحجر و أصحابه، فجمع اشراف الكوفة و قال لهم:
«يا أهل الكوفة، أ تشجون بيد و تأسون بأخرى، أبدانكم معي، و أهواؤكم مع حجر، أنتم معي و اخوانكم و ابناؤكم و عشائركم مع حجر.
هذا و اللّه من دحسكم و غشكم. و اللّه لتظهرن لي براءتكم، أو لآتينكم بقوم أقيم بهم أودكم و صعركم» .. ثم قال: «فليقم كل امرئ منكم الى هذه الجماعة حول حجر. فليدع كل رجل منكم أخاه و ابنه و ذا قرابته و من يطيعه من عشيرته، حتى تقيموا عنه كل من استطعتم أن تقيموه» .
ثم أمر زياد أمير شرطته[شداد بن الهيثم الهلالى]بالقبض على حجر. و علم ان شرطته ستعجز عنه، فدعا محمد بن الاشعث الكندي، و قال له: «يا أبا ميثاء، أما و اللّه لتأتينني بحجر، أو لا ادع لك نخلة الاّ قطعتها، و لا دارا الاّ هدمتها، ثم لا تسلم حتى أقطعك اربا اربا!» قال له. «أمهلني حتى أطلبه» . قال «امهلتك ثلاثا، فان جئت به و الاّ عدّ نفسك في الهلكى!» .
أقول: و لم كلّ هذا الحنق؟أ للدين و ما كان ابن سمية بأولى به
[1] قال الطبري: «و من يومه اتخذ المقصورة» (ج 6 ص 132) .