responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 216

شيعة أبيه و شيعته، و هم جماعة لا تقوم لاجناد الشام. فكتب إليه معاوية في الهدنة و الصلح، و أنفذ إليه بكتب أصحابه الذين ضمنوا له فيها الفتك به و تسليمه إليه، فاشترط له على نفسه في اجابته الى صلحه شروطا كثيرة، و عقد له عقودا كان في الوفاء بها مصالح شاملة. فلم يثق به الحسن و علم باحتياله بذلك، و اغتياله، غير أنه لم يجد بدا من اجابته الى ما التمس من ترك الحرب و انفاذ الهدنة، لما كان عليه أصحابه مما وصفناه من ضعف البصائر في حقه و الفساد عليه و الخلف منهم له، و ما انطوى عليه كثير منهم في استحلال دمه، و تسليمه الى خصمه، و ما كان من خذلان ابن عمه له، و ميله الى عدوه، و ميل الجمهور منهم الى العاجلة و زهدهم في الآجلة.. » .

أقول:

ثم لا تجد في أكثر الموسوعات التاريخية الاخرى، عرضا يحفل بشي‌ء من التفصيل عن قضية الحسن عليه السلام، يشبه هذه العروض، على ما بينها من تضارب في استعراض الحقائق التاريخية، و على ما فيها من نقص في العرض و اختزال في التعبير.

فيرى أحدهم-كما رأيت-ان الذي طلب الصلح هو الحسن، و يرى الآخر أنه معاوية، و يرى بعضهم ان سبب طلبه الصلح أو قبوله اياه هو فتن الشام في المعسكرين‌[مسكن و المدائن‌]، ثم يختلفون في نوع الفتنة. بينما يرى البعض الآخر ان سبب قبول الصلح من جانب الحسن هو تفرق الناس عنه بعد اصابته و مرضه. و يرى ثالث منهم أن السبب هو نكول الناس عن القتال معه كما يدل عليه جوابهم على خطبته «بالبقية البقية» و قولهم له صريحا «و أمض الصلح» . و يرى الرابع، ان فرار قائده و خيانة اصحابه و استحلال بعضهم دمه و عدم كفاية الباقين للقتال، هو السبب لقبوله الصلح.

ثم لا يزالون مختلفين في تسمية قائد المقدمة، فيسميه أحدهم عبد اللّه ابن عباس، و يسميه الثاني قيس بن سعد بن عبادة، و يسميه الثالث عبيد اللّه‌

اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست