«فلما نزل الحسن المدائن، نادى مناد في العسكر: الا ان قيس بن سعد قتل فانفروا، فنفروا بسرادق الحسن و نهبوا متاعه» ..
(و ساق حديث الطبرى المذكور قبله) ، ثم قال:
«.. و قيل انما سلم الحسن الامر الى معاوية، لانه لما راسله معاوية في تسليم الخلافة (كذا) ، خطب الناس، فحمد اللّه و اثنى عليه و قال:
انا و اللّه ما يثنينا عن أهل الشام شكّ و لا ندم، و انما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة و الصبر، فشيبت السلامة بالعداوة و الصبر بالجزع، و كنتم في مسيركم الى صفين، و دينكم امام دنياكم، و أصبحتم اليوم و دنياكم أمام دينكم. الا و قد أصبحتم بين قتيلين قتيل بصفين تبكون له، و قتيل بالنهروان تطلبون بثاره. أما الباقي فخاذل، و أما الباكي فثائر. الا و ان معاوية دعانا لامر ليس فيه عزّ و لا نصفة، فان أردتم الموت رددناه عليه و حاكمناه الى اللّه عز و جل بظبا السيوف. و ان اردتم الحياة قبلناه و اخذنا لكم الرضا.. فناداه الناس من كل جانب: البقية البقية، و أمض الصلح» .
4 ابن أبى الحديد في شرح النهج:
«عن المدائني، قال: ثم وجه عبد اللّه بن عباس (كذا) و معه قيس بن سعد بن عبادة مقدمة له في اثنى عشر الفا الى الشام، و خرج هو يريد المدائن فطعن بساباط و انتهب متاعه، و دخل المدائن و بلغ ذلك معاوية فاشاعه، و جعل اصحاب الحسن الذين وجههم مع عبد اللّه يتسللون الى معاوية،