فَقَالَ الْحَجَّاجُ يَا أَعْرَابِيُّ لَقَدْ أَحْسَنْتَ فِي هَذَا أَيْضاً فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَسَكَتَ الْأَعْرَابِيُّ قَالَ فِي نَفْسِهِ إِنْ أَنَا صَدَقْتُهُ قَتَلَنِي وَ إِنْ كَذَبْتُهُ فَبِمَ أَلْقَى مُحَمَّداً(ص)ثُمَّ قَالَ الدُّنْيَا فَانِيَةٌ وَ الْآخِرَةُ بَاقِيَةٌ خُذْهَا إِلَيْكَ مِنَ السَّلْمَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الدَّاعِي إِلَى اللَّهِ وَ صِهْرُ الْمُرْسَلِ الْأَوَّاهُ وَ سَفِينَةُ النَّجَاحِ وَ بَحْرٌ بَيِّنُ السَّاحِ وَ غَيْثٌ بَيِّنُ الرَّوَاحِ قَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ وَ قَامِعُ الْمُعْتَدِينَ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ ابْنُ عَمِّ نَبِيِّ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ) وَ زَوْجُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَ أَبُو الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ رَيْحَانَتَيْ نَبِيِّ اللَّهِ(ص)وَ ثَمَرَةِ فُؤَادِهِ هَامَاتُ هَامَاتٍ وَ سَادَاتُ سَادَاتٍ وَلَدَتْهُمَا الْبَتُولُ وَ سَمَّاهُمَا الرَّسُولُ(ص)وَ كَنَّاهُمَا الْجَلِيلُ وَ نَاغَاهُمَا جَبْرَئِيلُ وَ حَنَّكَهُمَا مِيكَائِيلُ فَهَلْ لِهَؤُلَاءِ مِنْ عَدِيلٍ قَالَ طَاوُسٌ لَقَدْ تَبَيَّنَ أَثَرُ الْغَضَبِ عَلَى وَجْهِ الْحَجَّاجِ فَقَالَ الْحَجَّاجُ يَا أَعْرَابِيُّ فَمَا تَقُولُ فِيَّ؟ قَالَ أَنْتَ بِنَفْسِكَ أَعْلَمُ قَالَ قُلْ فِي أَمِيرِكَ شَيْئاً قَالَ إِذًا أَسُوؤُكَ وَ لَا أَسُرُّكَ قَالَ بُثَّ فِيمَا عَلِمْتَ قَالَ مَا عَلِمْتُكَ إِلَّا ظَالِماً غَشُوماً قَتَلْتَ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ بِغَيْرِ الْحَقِّ فَقَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ أَشَرُّ الْقَتْلِ قَالَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ فَقَالَ الْحَجَّاجُ يَا غُلَامُ عَلَيَّ بِالنَّطْعِ وَ السَّيْفِ فَلَمَّا أَنْ بَسَطَ النَّطْعَ وَ جَرَّدَ السَّيْفَ مَا لَبِثَ الْأَعْرَابِيُّ أَنْ عَطَسَ ثَلَاثَ عَطَسَاتٍ مُتَتَابِعَاتٍ فَقَالَ الْحَجَّاجُ مَا عَطَسَ ثَلَاثَ عَطَسَاتٍ مُتَتَابِعَاتٍ إِلَّا زَنِيمٌ يَعْنِي وَلَدَ زِنًا قَالَ فَمَا لَبِثَ الْحَجَّاجُ أَنْ عَطَسَ سَبْعَ عَطَسَاتٍ مُتَتَابِعَاتٍ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ أَيُّهَا الْأَمِيرُ
لَا تَنْطِقَنَّ بِمَا يَعِيبُكَ نَاطِقٌ* * * فَتَقُولَ جَهْلًا لَيْتَنِي لَمْ أَنْطِقْ
إِنَّ السَّلَامَةَ فِي السُّكُوتِ وَ إِنَّمَا* * * يُبْدِي مَعَايِبَهَا كَثِيرُ الْمَنْطِقِ
وَ إِذَا خَشِيتَ مَلَامَةً فِي مَجْلِسٍ* * * فَاعْمِدْ لِسَانَكَ فِي اللَّهَاةِ وَ أَطْرِقْ
وَ احْفَظْ لِسَانَكَ لَا تَقُولُ فَتَبْتَلِي* * * إِنَّ الْبَلَاءَ مُوَكَّلٌ بِالْمَنْطِقِ
فَقَالَ الْحَجَّاجُ اضْرِبْ عُنُقَهُ عَلَى حُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ فَلَمَّا رَفَعَ السَّيْفَ حَرَّكَ الْأَعْرَابِيُّ شَفَتَهُ فَجَفَّ يَدُ السَّيَّافِ فِي مَقْبِضِ سَيْفِهِ فَقَالَ الْحَجَّاجُ يَا أَعْرَابِيُّ لَقَدْ تَكَلَّمْتَ بِعَظِيمٍ فَقَالَ لَعَمْرِي إِنَّهُ لَعَظِيمٌ قَالَ فَادْعُ إِلَهَكَ حَتَّى يُطْلِقَ يَدَ السَّيَّافِ قَالَ وَ تُنْجِينِي مِنَ الْقَتْلِ؟