نَفَعَنِي حَتَّى وَصَفَ لِي كَاتِبِي أَنْ آخُذَ مِنْ هَذِهِ التُّرْبَةِ فَأَخَذْتُ فَنَفَعَنِي اللَّهُ بِهَا وَ زَالَ مَا كُنْتُ أَجِدُهُ قَالَ فَبَقِيَ عِنْدَكَ مِنْهَا شَيْءٌ قَالَ نَعَمْ فَوَجَّهَ فَجَاءُوهُ مِنْهَا بِقِطْعَةٍ فَنَاوَلَهَا مُوسَى بْنَ عِيسَى فَأَخَذَهَا مُوسَى فَاسْتَدْخَلَهَا دُبُرَهُ اسْتِهْزَاءً بِمَنْ يُدَاوِي بِهَا وَ احْتِقَاراً وَ تَصْغِيراً لِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي هَذِهِ تُرْبَتُهُ يَعْنِي الْحُسَيْنَ(ع)فَمَا هُوَ الْآنَ أَنِ اسْتَدْخَلَهَا دُبُرَهُ حَتَّى صَاحَ النَّارَ النَّارَ الطَّشْتَ الطَّشْتَ فَجِئْنَاهُ بِالطَّشْتِ فَأَخْرَجَ فِيهَا مَا تَرَى فَانْصَرَفَ النُّدَمَاءُ فَصَارَ الْمَجْلِسُ مَأْتَماً فَأَقْبَلَ عَلَيَّ سَابُورُ فَقَالَ انْظُرْ هَلْ لَكَ فِيهِ حِيلَةٌ؟ فَدَعَوْتُ بِشَمْعَةٍ فَإِذَا كَبِدُهُ وَ طِحَالُهُ وَ رِئَتُهُ وَ فُؤَادُهُ خَرَجَ مِنْهُ فِي الطَّشْتِ فَنَظَرْتُ إِلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ فَقُلْتُ مَا لِأَحَدٍ فِي هَذَا صُنْعٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لِعِيسَى الَّذِي كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى فَقَالَ لِي سَابُورُ صَدَقْتَ وَ لَكِنْ كُنْ هَاهُنَا فِي الدَّارِ إِلَى أَنْ يَتَبَيَّنَ مَا يَكُونُ مِنْ أَمْرِهِ فَبِتُّ عِنْدَهُمْ وَ هُوَ بِتِلْكَ الْحَالَةِ مَا رَفَعَ رَأْسَهُ فَمَاتَ فِي وَقْتِ السَّحَرِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَ لِي مُوسَى بْنُ سَرِيعٍ فَكَانَ يُوحَنَّا يَزُورُ قَبْرَ الْحُسَيْنِ(ع)وَ هُوَ عَلَى دِينِهِ ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ هَذَا فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ
اعْتِمَاداً عَلَى بَعْضِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: تَحَبَّبُوا إِلَى الْأَشْرَافِ وَ تَوَدَّدُوا وَ اتَّقُوا عَلَى أَعْرَاضِكُمْ مِنَ السَّفِلَةِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يَتِمُّ شَرَفٌ إِلَّا بِوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ أَمْلَاهُ عَلَى مِنْبَرٍ لَهُ قَالَ: خَرَجْتُ أَيَّامَ وِلَايَةِ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْهَاشِمِيِّ الْكُوفَةَ مِنْ مَنْزِلِي فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ فَقَالَ لِيَ امْضِ بِنَا يَا يَحْيَى إِلَى هَذَا فَلَمْ أَدْرِ مَنْ يَعْنِي وَ كُنْتُ أُجِلُّ أَبَا بَكْرٍ عَنْ مُرَاجَعَتِهِ وَ كَانَ رَاكِباً حِمَاراً لَهُ فَجَعَلَ يَسِيرُ عَلَيْهِ وَ أَنَا أَمْشِي مَعَ رِكَابِهِ فَلَمَّا صِرْنَا عِنْدَ الدَّارِ الْمَعْرُوفَةِ بِدَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ يَا ابْنَ الْحِمَّانِيِّ إِنَّمَا جَرَرْتُكَ مَعِي وَ حَشَمْتُكَ أَنْ تَمْشِيَ خَلْفِي لِأُسْمِعَكَ مَا أَقُولُ لِهَذَا الطَّاغِيَةِ قَالَ فَقُلْتُ مَنْ هُوَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ هَذَا الْفَاجِرُ الْكَافِرُ مُوسَى بْنُ عِيسَى فَسَكَتُّ عَنْهُ وَ مَضَى وَ أَنَا أَتَّبِعُهُ حَتَّى إِذَا صِرْنَا إِلَى بَابِ مُوسَى بْنِ عِيسَى وَ بَصُرَ بِهِ الْحَاجِبُ وَ تَبَيَّنَهُ وَ كَانَ النَّاسُ يَنْزِلُونَ عِنْدَ الرَّحْبَةِ فَلَمْ يَنْزِلْ أَبُو بَكْرٍ هُنَاكَ وَ كَانَ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ قَمِيصٌ وَ إِزَارٌ وَ هُوَ مَحْلُولُ الْأَزْرَارِ