responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 66

في التشهدين و أنّ الصلاة عليه بدون الصلاة على آله بتراء [1] .

كما أنّ العقيلة ابنة أمير المؤمنين 7 أشارت إلى هذا الفتح بقولها ليزيد: «فكد كيدك واسع سعيك و ناصب جهدك فو اللّه لا تمحو ذكرنا و لا تميت وحينا، و لا تدرك أمدنا، و لا يرحض عنك عارها و شنارها» .

إنّ المتأمل في حادثة الطف يتجلّى له أنّ هذه الشهادة أعظم من يوم بدر و إن كان هو أول فتح إسلامي لأنّ المسلمين يومئذ خاضوا غمرات الموت تحت راية النبوّة و قد احتف بهم ثلاثة آلاف من الملائكة مسوّمين و هتاف النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم بالنصر و الظهور على العدو مل‌ء مسامعهم فقابلوا طواغيت قريش مطمئنين بالغلبة.

و أما مشهد الطف فالمقاساة فيه أصعب، و الكرب أشد، و قد التطمت فيه أمواج الحتوف، و كشرت الحرب عن نابها و أخذ بنو أمية على سبط النبي أقطار الأرض و آفاق السماء.

عشية أنهضها بغيها # فجاءته تركب طغيانها

بجمع من الأرض سد الفروج # و غطى النجود و غيطانها

وطا الوحش إذ لم يجد مهربا # و لازمت الطير أوكانها

لكنّ عصبة الحق لم يثن من عزمهم شي‌ء فقابلوا تلك الأخطار من غير مدد يأملونه أو نصرة يرقبونها و قد انقطعت عنهم خطوط الوسائل الحيوية حتى الماء الذي هو أوفر الأشياء و الناس فيه شرع سواء و ضوضاء الحرم من الشر المقبل، و صراخ الأطفال من الأوام المبرّح في مسامعهم إلا أنّهم تلقوا جبال الحديد بكل صدر رحيب و جنان طامن و لم تسل تلك النفوس الطاهرة إلا على فتل أمية المنقوض و لا أريقت دماؤهم الزاكية إلا على حبلهم المنتكث فكان ملك آل حرب كلعقة الكلب أنفه حتى اكتسحت معرتهم عن أديم الأرض.

و لقد أجاد شاعر أهل البيت : بقوله:

لو لم تكن جمعت كل العلى فينا # لكان ما كان يوم الطف يكفينا


[1] الصواعق المحرقة ص 87 و كشف الغمة للشعراني ج 1 ص 194 لاحظ كتابنا «زين العابدين» ص 371.

اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست