responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 64

إخبار جده و أبيه الوصي بأنه مقتول بأرض كربلا ممنوع من الورود و معه ذووه و صحبه قضاء محتوما، أليس هو الذي أعلم أم سلمة بقتله حين أبدت له خوفها من سفره هذا لأنّ الصادق المصدق الذي لا ينطق عن الهوى صلى اللّه عليه و آله و سلم أعلمها بقتله بأرض كربلا ممنوعا عن الورد.

و فيما قال لها إنّي أعلم اليوم الذي أقتل فيه و الساعة التي أقتل فيها و أعلم من يقتل من أهل بيتي و أصحابي أتظنين أنك علمت ما لم أعلمه و هل من الموت بد فإن لم أذهب اليوم ذهبت غدا.

و قال لأخيه عمر الأطرف إنّ أبي أخبرني بأنّ تربتي تكون إلى جنب تربته أتظن أنك تعلم ما لم أعلمه. و قال لأخيه محمد بن الحنفية شاء اللّه أن يراني قتيلا و يرى النساء سبايا.

و قال لابن الزبير: لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا فيّ حاجتهم و قال لعبد اللّه بن جعفر: إني رأيت رسول اللّه في المنام و أمرني بأمر أنا ماض له. و في بطن العقبة قال لمن معه: ما أراني إلا مقتولا فإني رأيت في المنام كلابا تنهشني و أشدها عليّ كلب ابقع و لمّا أشار عليه عمرو بن لوذان بالانصراف عن الكوفة إلى أن ينظر ما يكون عليه حال الناس قال 7: ليس يخفى علي الرأي و لكن لا يغلب على أمر اللّه و إنهم لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي.

إلى غير ذلك من تصريحاته و تلويحاته في المدينة و مكة و الطريق إلى الكوفة كما ستقرؤها بتمامها فإنها شاهدة على أنه 7 كان على علم و يقين بأنه مقتول في اليوم الموعود به بأرض كربلاء، ثم هل يتردد أحد في هذا و هو يقرأ خطبته بمكة حين أراد السفر منها إلى العراق التي يقول فيها: كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس و كربلا فيملأن مني اكراشا جوفا و أجربة سغبا لا محيص عن يوم خط بالقلم.

فدلت هذه الأجوبة من الحسين 7 لمن طلب منه التريث في السفر أو الذهاب في أرض اللّه العريضة على وقوف سيد الشهداء على أمره و لم تخف عليه نوايا الكوفيين و لكنّه سر إلهي تعلق به خاصة و لأجل إلقاء الحجة على هذا الخلق‌

اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست