responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 54

أمر اللّه الأنبياء و المرسلين و المؤمنين فمشوا إليه قدما موطنين أنفسهم على القتل و كم فيهم سعداء و كم من نبي قتل في سبيل دعوته و لم يبارح قوله دعوته حتى أزهقت نفسه الطاهرة!و قد تعبد اللّه طائفة من بني إسرائيل بقتل أنفسهم فقال جل شأنه: فَتُوبُوا إِلى‌ََ بََارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ [1] .

على أن الاقتصار على ما يقتضيه السياق يخرج الآية عما نحن فيه من ورودها للتحذير عما فيه الهلكة فإنها أعقبت آية الاعتداء في الأشهر الحرم على المسلمين قال اللّه تعالى: اَلشَّهْرُ اَلْحَرََامُ بِالشَّهْرِ اَلْحَرََامِ وَ اَلْحُرُمََاتُ قِصََاصٌ فَمَنِ اِعْتَدى‌ََ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اِعْتَدى‌ََ عَلَيْكُمْ وَ اِتَّقُوا اَللََّهَ وَ اِعْلَمُوا أَنَّ اَللََّهَ مَعَ اَلْمُتَّقِينَ (194) `وَ أَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اَللََّهِ وَ لاََ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى اَلتَّهْلُكَةِ وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اَللََّهَ يُحِبُّ اَلْمُحْسِنِينَ (195) .

فيكون النهي عن الالقاء في التهلكة خاص بما إذا اعتدى المشركون على المسلمين في الأشهر الحرم و لم تكن للمسلمين قوة على مقتلتهم و الالتزام بعموم النهي لكل ما فيه هلكة لا يجعل حرمة ايراد النفس مورد الهلكة من المستقلات العقلية التي لا تقبل التخصيص بل هي من الأحكام المختصة بما إذا لم توجد مصلحة أقوى من مفسدة الاقدام على التلف و مع وجود المصلحة اللازمة لا يتأتى الحكم بالحرمة أصلا كما في الدفاع عن بيضة الإسلام.

و قد أثنى سبحانه و تعالى على المؤمنين في اقدامهم على القتل و المجاهدة في سبيل تأييد الدعوة الالهية فقال تعالى: إِنَّ اَللََّهَ اِشْتَرى‌ََ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوََالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ يُقََاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اَللََّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ و قال تعالى:


[1] ذكر المفسرون أن عبدة العجل من بني إسرائيل لما ندموا على ما فرطوا في جنب اللّه تعالى أعلمهم موسى 7 بما أوحي إليه من توقف قبول توبتهم على الاغتسال و لبس الاكفان و القيام صفين ثم يهجم عليهم هارون و معه من لم يعبد العجل و يضعون السيوف فيهم و لما نظر الرجل إلى ولده و أخيه و أبيه و حميمه لم تطاوعه نفسه على القتل و كلموا موسى 7 في ذلك و ناجى ربه سبحانه في ذلك فعرفه المولى تعالى بأنه سيرسل ظلمة لا يبصر الرجل جليسه و أمر عبدة العجل بالجلوس في فناء بيوتهم محتبين لا يتقون بيد و لا رجل و لا يرفعون طرفا و لا يحلون حبوة و علامة الرضا عنهم كشف الظلمة و سقوط السيوف فعندما يغفر اللّه لمن قتل و يقبل توبة من بقي ففعل هارون بهم حتى قتل سبعون ألفا.

اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست