وا عجبا يدرك ثار الكفرة # من أهل (بدر) بالبدور النيرة
فيا لثارات النبي الهادي # بما جنت به يد الأعادي
و من لها إلا الإمام المنتظر # أعزه اللّه بفتح و ظفر
للحجة آية اللّه المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي [1]
يا تريب الخد في رمضا الطفوف # ليتني دونك نهبا للسيوف
يا نصير الدين إذ عز النصير # و حمى الجار إذا عز المجير
و شديد البأس و اليوم عسير # و ثمال الرفد في العام العسوف
كيف يا خامس أصحاب الكسا # و ابن خير المرسلين المصطفى
و ابن ساقي الحوض في يوم الظما # و شفيع الخلق في اليوم المخوف
يا صريعا ثاويا فوق الصعيد # و خضيب الشيب من فيض الوريد
كيف تقضي بين أجناد يزيد # ظامئا تسقى بكاسات الحتوف؟
كيف تقضي ظامئا حول الفرات # داميا تنهل منك الماضيات؟
و على جسمك تجري الصافنات # عافر الجسم لقى بين الطفوف
يا مريع الموت في يوم الطعام # لا خطا نحوك بالرمح سنان
لا و لا شمر دنا منك فكان # ما أماد الأرض هولا بالرجوف
سيدي أبكيك للشيب الخضيب # سيدي أبكيك للوجه التريب
سيدي أبكيك للجسم السليب # من حشا حران بالدمع الذروف
سيدي إن منعوا عنك الفرات # و سقوا منك ظماء المرهفات
فسنسقي كربلا بالعبرات # و كفا من علق القلب الأسوف
سيدي أبكيك منهوب الرحال # سيدي أبكيك مسبي العيال
[1] نظم هذه القصيدة لأجل الموكب الذي سعى به ليلة عاشوراء و يومها في كربلا في السنة التي قتل فيها السيد حسن ابن آية اللّه السيد أبو الحسن الأصفهاني و ببركاته اتسع إلى هذه السنة فكان موكب النجفيين ليلة عاشوراء في كربلا يضم العلماء و أهل الفضل و المقدسين من أرباب المهن، كل ذلك من أنفاس هذا الشيخ الجليل المناضل دون الدين الحنيف و توفي في الليلة الثانية و العشرين من شعبان سنة 1352 هـ و ترجمته مفصلة في «شعراء الغريّ» ج 2 ص 436.