responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 359

إن من يدرس نفسية ابن جعفر يتجلى له كذب القصة التي أرسلها المدائني و استند إليها البلاذري و التنوخي!فإن الواقف على الرجال الموتورين لا يعدون الجزم بالتهاب قلوبهم نارا على واترهم و يترقبون الفرص للأخذ بالثأر!.. يشهد له حديث عبد اللّه بن أبيّ بن سلول مع النبيّ، و ذلك أن (أبيا) لما صدر منه ما حكاه الكتاب العزيز: لَئِنْ رَجَعْنََا إِلَى اَلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ اَلْأَعَزُّ مِنْهَا اَلْأَذَلَّ [1] فجاء عبد اللّه إلى نبي الإسلام و قال لقد بلغتك هذه الكلمة من أبيّ قال نعم فقال إنك تعلم ما أحد بار بأبيه مثلي، فإن أردت قتله فأمرني به، لأني أخاف أن تأمر غيري و لا أحب أن أنظر إلى قاتل أبي فأعدو عليه فأقتله و أكون في النار [2] ... و هذه القصة تعطينا نيرة عما عليه البشر من احتدام أولياء المقتول على القاتل و تربصهم الفرص للأخذ بالثأر منه، و لو كان القتل من جهة الشرك... و لهذه الغريزة المطبوعة عليها جبلة الناس كان عمر بن الخطاب يقول لسعيد بن العاص و قد اجتمع عنده في بعض الليالي هو و عثمان و علي و ابن عباس، ما لك معرضا عني كأني قتلت أباك!إني لم أقتله و لكن أبا حسن قتله، فقال أمير المؤمنين اللهم غفرا ذهب الشرك بما فيه و محا الإسلام ما قبله، فلماذا تهيج القلوب يا عمر؟! فقال سعيد: لقد قتله كفؤ كريم و هو أحب إليّ من أن يقتله من ليس من عبد مناف‌ [3] .

لم يكن من الهين على سعيد قتل أبيه و إن كان كافرا و قتل بسيف الدعوة المحمدية و القاتل شريف جم المناقب و لم يحفزه على إراقة دمه إلا نداء الرب جلّ و علا الموحى به إلى رسول السماء، غير أن الخوف من صارم العدل حتم عليه التظاهر بالرضا مع انحناء أضالعه على أحر من جمر الغضا مرتقبا الفرصة في الأخذ بثأره، و قد ظهرت نار البغض على لسان ولده عمرو بن سعيد (الأشدق) يوم تولى المدينة من قبل يزيد فلقد واجه ضريح النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم بلسان طويل مجاهر بقوله: يوم بيوم بدر يا رسول اللّه!و لما سمع صراخ نساء بني هاشم على سيد شباب أهل الجنة


[1] سورة المنافقين/63.

[2] أسد الغابة ج 3 ص 97.

[3] شرح النهج لابن أبي الحديد ج 3 ص 335 طبع أول مصر و تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 6 ص 134 ترجمة سعيد بن العاص.

اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 359
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست