اللّه إلى جدك و أبيك و لقد أخذ اللّه ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض و هم معروفون في أهل السماوات إنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة و الجسوم المضرجة فيوارونها و ينصبون بهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره و لا يمحى رسمه على كرور الليالي و الأيام و ليجتهدن أئمة الكفر و اشياع الضلال في محوه و تطميسه فلا يزداد أثره إلا علوا [1] .
و أتاهن زجر بن قيس و صاح بهن فلم يقمن، فأخذ يضربهن بالسوط و اجتمع عليهن الناس حتى اركبوهن على الجمال [3] .
و ركبت العقيلة زينب ناقتها فتذكرت ذلك العز الشامخ و الحرم المنيع الذي تحوطه الليوث الضواري الأباة من آل عبد المطلب و تحفه السيوف المرهفة و الرماح المثقفة و الأملاك تخدمها فيه فلا يدخلون إلا مستأذنين:
فلا مثل عز كان في الصبح عزها # و لا مثل حال كان في العصر حالها
إلى أين مسراها و أين مصيرها # و من هو مأواها و من ذا مآلها
و من ذا ثمال الظعن إن هي سيّرت # يضيق فمي أن ابن سعد ثمالها
على أي كتف تتكي حين ركبت # و جمّالها زجر و شمر جمالها
[1] كامل الزيارات ص 261 باب 88 فضل كربلا و زيارة الحسين.