و قام الحسين إلى الصلاة، فقيل إنه صلى بمن بقي من أصحابه صلاة الخوف و تقدم أمامه زهير بن القين و سعيد بن عبد اللّه الحنفي في نصف من أصحابه [1] و يقال إنه صلى و أصحابه فرادى بالإيماء [2] :
و صلاة الخوف حاشاها فما # روعت و الموت منها كان قابا
ما لواها الموقف الدامي و ما # صدها الجيش ابتعادا و اقترابا
زحفت ظامئة و الشمس من # حرها تلتهب الأرض التهابا
هزت الجيش و قد ضاقت به # عرصة الطف سهولا و هضابا
سائل الميدان عنها سترى # كيف أرضته طعانا و ضرابا
كيف حامت حرم اللّه فما # خدشت عزا و لا ولت جنابا
كيف دون اللّه راحت تدري # بهواديها سهاما و كعابا [3]
و لما أثخن سعيد بالجراح سقط إلى الأرض و هو يقول: اللهم العنهم لعن عاد و ثمود و أبلغ نبيك مني السلام و أبلغه ما لقيت من ألم الجراح فإني أردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك صلى اللّه عليه و آله و سلم [4] و التفت إلى الحسين قائلا: أوفيت يا ابن رسول اللّه؟قال: نعم أنت أمامي في الجنة [5] و قضى نحبه فوجد فيه ثلاثة عشر سهما غير الضرب و الطعن [6] .
[1] مقتل العوالم ص 88 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 17 و الذي اراه أن صلاة الحسين كانت قصرا، لأنه نزل كربلاء في الثاني من المحرم و من أخبار جده الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلم مضافا إلى علمه بأنه يقتل يوم عاشوراء لم يستطع أن ينوي الاقامة إذ لم تكمل له عشرة أيام و تخيل من لا معرفة له بذلك أنه صلى صلاة الخوف.