من قائمكم يا ابن رسول اللّه؟قال: السابع من ولد ابني محمد بن علي الباقر و هو الحجة ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابني و هو الذي يغيب مدة طويلة ثم يظهر و يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا [1] .
ليلة عاشوراء
كانت ليلة عاشوراء أشد ليلة مرت على أهل بيت الرسالة حفّت بالمكاره و المحن و أعقبت الشر و آذنت بالخطر و قد قطعت عنهم الحالة القاسية من بني أمية و اتباعهم كل الوسائل الحيوية و هناك ولولة النساء و صراخ الأطفال من العطش المبرح و الهم المدلهم.
إذا فما حال رجال المجد من الأصحاب و سروات الشرف من بني هاشم بين هذه الكوارث فهل أبقت لهم مهجة ينهضون بها أو أنفسا تعالج الحياة و الحرب في غد!
نعم كانت ضراغمة آل عبد المطلب و الصفوة من الأصحاب عندئذ في أبهج حالة و أثبت جأش فرحين بما يلاقونه من نعيم و حبور و كلما اشتد المأزق الحرج أعقب فيهم انشراحا بين ابتسامة و مداعبة إلى فرح و نشاط.
و مذ أخذت في نينوى منهم النوى # و لاح بها للغدر بعض العلائم
غدا ضاحكا هذا و ذا متبسما # سرورا و ما ثغر المنون بباسم
هازل برير عبد الرحمن الأنصاري فقال له عبد الرحمن: ما هذه ساعة باطل؟ فقال برير لقد علم قومي ما أحببت الباطل كهلا و لا شابا و لكني مستبشر بما نحن لاقون، و اللّه ما بيننا و بين الحور العين إلا أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم و لوددت أنهم مالوا علينا الساعة [2] .
و خرج حبيب بن مظاهر يضحك فقال له يزيد بن الحصين الهمداني ما هذه