responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 222

من ينتدبهم للكريهة ينتدب # منهم ضراغمة الأسود غضابا

خفوا لداعي الحرب حين دعاهم # ورسوا بعرصة كربلاء هضابا

أسد قد اتخذوا الصوارم حلية # و تسربلوا حلق الدروع ثيابا

تخذت عيونهم القساطل كحلها # و أكفهم فيض النجيع خضابا

يتمايلون كأنما غنى لهم # وقع الظبى و سقاهم اكوابا

برقت سيوفهم فأمطرت الطلى # بدمائها و النقع ثار سحابا

و كأنهم مستقبلون كواعبا # مستقبلين أسنة و كعابا

وجدوا الردى من دون آل محمد # عذبا و بعدهم الحياة عذابا [1]

و لما عرف الحسين منهم صدق النية و الاخلاص في المفاداة دونه أوقفهم على غامض القضاء فقال: إني غدا أقتل و كلكم تقتلون معي و لا يبقى منكم أحد [2] حتى القاسم و عبد اللّه الرضيع إلا ولدي عليا زين العابدين لأن اللّه لم يقطع نسلي منه و هو أبو أئمة ثمانية [3] .

فقالوا بأجمعهم الحمد للّه الذي اكرمنا بنصرك و شرفنا بالقتل معك أو لا نرضى أن نكون معك في درجتك يا ابن رسول اللّه فدعا لهم بالخير [4] و كشف عن أبصارهم فرأوا ما حباهم اللّه من نعيم الجنان و عرفهم منازلهم فيها [5] و ليس ذلك في القدرة الإلهية بعزيز و لا في تصرفات الإمام بغريب، فإن سحرة فرعون لما آمنوا بموسى 7 و أراد فرعون قتلهم أراهم النبي موسى منازلهم في الجنة [6] .

و في حديث أبي جعفر الباقر 7 قال لأصحابه: أبشروا بالجنة فو اللّه إنا نمكث ما شاء اللّه بعد ما يجري علينا ثم يخرجنا اللّه و اياكم حتى يظهر قائمنا فينتقم من الظالمين و أنا و أنتم نشاهدهم في السلاسل و الاغلال و أنواع العذاب!فقيل له:


[1] للعلامة السيد رضا الهندي ;.

[2] نفس المهموم ص 122.

[3] أسرار الشهادة.

[4] نفس المهموم ص 122.

[5] الخرائج للراوندي.

[6] أخبار الزمان للمسعودي ص 247.

اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست