من ينتدبهم للكريهة ينتدب # منهم ضراغمة الأسود غضابا
خفوا لداعي الحرب حين دعاهم # ورسوا بعرصة كربلاء هضابا
أسد قد اتخذوا الصوارم حلية # و تسربلوا حلق الدروع ثيابا
تخذت عيونهم القساطل كحلها # و أكفهم فيض النجيع خضابا
يتمايلون كأنما غنى لهم # وقع الظبى و سقاهم اكوابا
برقت سيوفهم فأمطرت الطلى # بدمائها و النقع ثار سحابا
و كأنهم مستقبلون كواعبا # مستقبلين أسنة و كعابا
وجدوا الردى من دون آل محمد # عذبا و بعدهم الحياة عذابا [1]
و لما عرف الحسين منهم صدق النية و الاخلاص في المفاداة دونه أوقفهم على غامض القضاء فقال: إني غدا أقتل و كلكم تقتلون معي و لا يبقى منكم أحد [2] حتى القاسم و عبد اللّه الرضيع إلا ولدي عليا زين العابدين لأن اللّه لم يقطع نسلي منه و هو أبو أئمة ثمانية [3] .
فقالوا بأجمعهم الحمد للّه الذي اكرمنا بنصرك و شرفنا بالقتل معك أو لا نرضى أن نكون معك في درجتك يا ابن رسول اللّه فدعا لهم بالخير [4] و كشف عن أبصارهم فرأوا ما حباهم اللّه من نعيم الجنان و عرفهم منازلهم فيها [5] و ليس ذلك في القدرة الإلهية بعزيز و لا في تصرفات الإمام بغريب، فإن سحرة فرعون لما آمنوا بموسى 7 و أراد فرعون قتلهم أراهم النبي موسى منازلهم في الجنة [6] .
و في حديث أبي جعفر الباقر 7 قال لأصحابه: أبشروا بالجنة فو اللّه إنا نمكث ما شاء اللّه بعد ما يجري علينا ثم يخرجنا اللّه و اياكم حتى يظهر قائمنا فينتقم من الظالمين و أنا و أنتم نشاهدهم في السلاسل و الاغلال و أنواع العذاب!فقيل له: