responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 213

افتراء ابن سعد

و افتعل ابن سعد على أبيّ الضيم ما لم يقله و كتب إلى ابن زياد زعما منه أن فيه صلاح الأمة و جمال النظام فقال في كتابه:

أما بعد فإن اللّه اطفأ النائرة و جمع الكلمة و اصلح أمر الأمة، و هذا حسين أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى، أو أن يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم و عليه ما عليهم، أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده فيرى فيما بينه و بينه رأيه و في هذا رضا لكم و للأمة صلاح‌ [1] .

و هيهات أن يكون ذلك الأبيّ و من علّم الناس الصبر على المكاره و ملاقاة الحتوف-طوع ابن مرجانة و منقادا لابن آكلة الأكباد!أليس هو القائل لأخيه الأطرف: و اللّه لا أعطي الدنية من نفسي، و يقول لابن الحنفية: لو لم يكن ملجأ لما بايعت يزيد، و قال لزرارة بن صالح: إني أعلم علما يقينا أن هناك مصرعي و مصارع أصحابي و لا ينجو منهم إلا ولدي علي، و قال لجعفر بن سليمان الضبعي: إنهم لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي.

و آخر قوله يوم الطف: ألا و إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة و الذلة و هيهات منا الذلة يأبى اللّه لنا ذلك و رسوله و المؤمنون و حجور طابت و طهرت و أنوف حمية و نفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام.

و إن حديث عقبة بن سمعان يفسر الحال التي كان عليها أبو عبد اللّه 7، قال: صحبت الحسين من المدينة إلى مكة و منها إلى العراق و لم أفارقه حتى قتل و قد سمعت جميع كلامه فما سمعت منه ما يتذاكر فيه الناس من أن يضع يده في يد يزيد و لا أن يسيره إلى ثغر من الثغور لا في المدينة و لا في مكة و لا في الطريق و لا في العراق و لا في عسكره إلى حين قتله، نعم سمعته يقول: دعوني اذهب إلى هذه الأرض العريضة [2] .


[1] الاتحاف بحب الأشراف 15 و تهذيب التهذيب ج 2 ص 253.

[2] الطبري ج 6 ص 235.

اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست