responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 125

و مخلون بينه و بين عمله ثم هو البرزخ إلى يوم القيامة فمن كان منكم يريد أن يشهد فليحضر.

ثم صلى عليه الضحاك و دفنه بمقابر باب الصغير و أرسل البريد إلى يزيد يعزيه بأبيه و الاسراع في القدوم ليأخذ بيعة مجددة من الناس‌ [1] و كتب في أسفل الكتاب‌ [2] :

مضى ابن أبي سفيان فردا لشأنه # و خلفت فانظر بعده كيف تصنع

أقمنا على المنهاج و اركب محجة # سدادا فأنت المرتجى حين نفزع‌

فلما قرأ يزيد الكتاب أنشأ يقول‌ [3] :

جاء البريد بقرطاس يخب به # فأوجس القلب من قرطاسه فزعا

قلنا لك الويل ماذا في صحيفتكم # قال الخليفة أمسى مثقلا وجعا

مادت بنا الأرض أو كادت تميد بنا # كأن ما عز من أركانها انقلعا

من لم تزل نفسه توفي على وجل # توشك مقادير تلك النفس أن تقعا

لما وردت و باب القصر منطبق # لصوت رملة هد القلب فانصدعا

و سار إلى دمشق فوصلها بعد ثلاثة أيام من دفن معاوية [4] و خرج الضحاك في جماعة لاستقباله فلما وافاهم يزيد جاء به الضحاك أولا إلى قبر أبيه فصلى عند القبر ثم دخل البلد ورقي المنبر و قال:

«أيها الناس كان معاوية عبدا من عبيد اللّه أنعم اللّه عليه ثم قبضه إليه و هو خير من بعده و دون من قبله و لا أزكيه على اللّه عز و جل فإنه أعلم به إن عفا عنه فبرحمته و إن عاقبه فبذنبه و قد وليت الأمر من بعده و لست آسى على طلب و لا اعتذر من تفريط و إذا أراد اللّه شيئا كان، و لقد كان معاوية يغزو بكم في البحر و إني لست حاملا أحدا من المسلمين في البحر و كان يشتيكم بأرض الروم و لست مشتيا


[1] البداية و النهاية لابن كثير ج 8 ص 143.

[2] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 178.

[3] الأغاني ج 16 ص 34 طبعة دي ساسي.

[4] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 178 و في الاستيعاب على هامش الإصابة بترجمة معاوية عن الشافعي أن معاوية لما ثقل كتب إلى يزيد و كان غائبا يخبره بحاله فأنشأ يزيد يقول و ذكر أربع أبيات الأول و الثالث و اثنان لم يذكرا هنا.

اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست